- التنمية النبوية .. !!
تمتلئ رفوف مكتباتنا بكتب التنمية البشرية المتواضعة المعنونة تحت ” كيف تصبح .. ” أو ” أطلق الــ .. الذي بداخلك ” في ذات الوقت نفتقر إلى صفحاتٍ أو وريقاتٍ من كُتب التنمية على منهاج النبوة .
تكثر الكتابات حول التنمية البشرية بحلول خارجية لمفكرين و كُتاب غربيين متمسكين بآرأهم وأهدافهم في زراعة الفكر الغربي الذاتي لكل ذات .
في حين أننا نمتلك أعظم ذاتٍ بشرية في التاريخ فلو اكتفينا بها بــ إحسانها ، أخلاقها ، تعاملها ، دينها ، لكُنَّا في القمة ولتعرفنا على القيمة الفعلية للذات التي ارتضاها الله لنا و أعطانا توجيهات صريحة وغير صريحة لاتباعها عبر مسمى ” محمد “
لنا في سلوكه دروسٌ في تنمية الذات ، وفي أقواله منهجٌ يجب الاحتذاء به ، قد يتغير الزمن و تختلف الاحتياجات إلا أن القيم تظل ثابتة إن تمسكنا بمعاني الدروس الجميلة و أدركنا أبعاد وحي كلماته الفياضة .
إننا كــأتباع له يتوجب علينا صياغة حياته على هيئة منهجٍ واسعٍ شاملٍ لجميع متطلبات الحياة ، بــ ” تحويل القيم من مجرد رؤىً و أفكار إلى واقع مُعاش و بنقل محتوى الألواح الحجرية إلى ملكوت التجربة العملية والكلام الملفوف في الورق إلى تنغيمٍ يخاطب العقل و يرشده”
بالتغيير الفعلي الذي يجعلنا نتجاوز التأرجح المزمن بين السبات و التثاؤب الذي أدمناه عبر عقود ، و جعل الواقع مؤهلاً لاستلام القيم و التفاعل معها كي نحقق التوازن فتصبح الذات أكثر فاعلية .
يكفي أن نقرأ سيرته النبوية أو مواقفه في القرآن حتى نكتشف ما فيها من أساليب مملوءة بالقيم ، بالمبادئ و الإحسان تسعى إلى تقويم النفس و النهضة بها تحقيقاً لنهج خلافة الله في أرضه .
إذا أردنا أن نعرف إلى أين تتجه أمة ٌفلننظر إلى ما يسطره أبناؤها بأقلامهم و إلى ما يشغل تفكيرهم ؟ فالإناء بما امتلأ يفيض !
- بقلم : عبد المجيد الخضمي – اليمن