الحرُّ في زمن العبيد
زمانك عبدٌ متخمُ الرقِّ يا حُرُّ
وأنت نشازٌ غِيظَ منكَ به الصدرُ
زمانك عبدٌ و المحيطُ بظله
فصولُ كتابٍ.أنتَ في مَتنِهِ سطرُ
بلادُك فيه لقمة سيغ بلعها
تضاريسها في جوفِه البر ُو البحر
و كونك جسما ليس يسهل هضمه
ففي بطنه مغص و في هضمه عسرُ
فإنك مغضوبٌ عليه ومُزدرىً
و لا لك أزرٌ في الانام و لا ظهرُ
تحاصرُك الأرزاء من كلِّ وجهةٍ
و تسكنك الأتراح و الضيق و العسرُ
سواك على التَعبِيْد وطَّنَ نفسَهُ
فما عضَّهُ جوعٌ و لا ساطـه فقرُ
و انت لغيرِ اللهِ لم تُحنِ هامةً
تحاربُك الدنيا و. يغتالُك الدهرُ
أبيتَ سوى ثوب الكرامة ملبساً
بمُجتمعٍ من ثوبِها أهلُه عُـرُّوا
تحاربُك الدنيا كأنك نصفها
و ما أنـت إلا ذلـك العـدد النـزرُ
بلى أنت أصل الأصل أنت فتى العلا
فلا تبتئس و اصبرْ فموعدك النصرُ
ستصغِي لك الأيام بعدَ عُزوفِها
لأنَّكَ مَنْ في كفِّهِ للـدُّجى. فجرُ
محمد صالح العبدلي