قــــصــــيــــدة و لــوحـــــة ( بـــقــــلـــمــــــي ) كــلاهـــــمـــــا بـعـنـوان : الــطــفـل و الـبـحـر : فــي غـرفـة مـثـل الـقـصيد مـنـمقة * أو مـثل أزهـار الـجبال الـمورقة . طــفـل يــحـرك فـــي يـديـه بـخـفه * ورقــا لـيـصنع بـالـمحبه زورقــه . قـفـص صـغير قـرب نـافذة الأسـى * ألـقى بـه طـير الـشجون و عـلقه . لـمـا انـتـهى ســار الـصـغير بـنـفسه * لـلـبحر لـيـلا و الـمـسافة مـرهقه . وقــف الـفـتى و الـبحر صـار أمـامه * لـيقول فـي أعـماقه مـا أعـمقه ؟! و بـكـفـه قــفـص صـغـير مـغـلق * و عـلـيه ثــوب لــم يـغـطي مـرفـقه . و الـبـرد يـنـشده الـرجـوع لـبـيته * و كـؤوسـه فــي جـسـمه مـتـدفقه . لــــم يــلـق بـــالا لـلـمـصاعب كـلـهـا * و كـأنـمـا لا شـــئ صـــار لـيـقـلقه و رمـى بـبحر الـشوق مـركب حـبه * ثـم انحنى نحو السجين فأطلقه . لـكـن عـاصـفة الـفـراق تـجمعت * و الـدمع يـهطل مـن عـيون مـشفقه . و الـمركب الـورقى يـغرق و الـفتى * خـلع الـفؤاد مع القميص و مزقة . و رمــى بـلـج الـبـحر يـأسـا نـفـسه * كـي يـنقذ الأمـل الـوليد فـأغرقه . و تـسـلل الـخوف الـشديد لـطائر * قـد كـان مـن سـجن صـغير أعـتقه . لـمـا رأى الـطـفل الـمـتيم غـارقـا * أضـحى يـفكر كـيف يـنقذ مـطلقه ؟! لــم يـنـتبه أن الـمدى مـن خـلفه * سـحب تـصب الـبرق فـيه لـتصعقة . لـكـنـها احـتـضـنته مـثـل فـراشـة * مـنـعت جـنـاحيها الـهـواء الـشـرنقة مـات الـفتى و الـطير يـصرخ بـاكيا * يـا غـيم دعـني كي أموت لألحقه. هــذا أنــا طـفـل عـلي بـحر الـهوى * أردتـه بـسمات الـوجوه الـمشرقة . فـأنا الـذي فـي الـحب أغرق نفسه * و الكل يسأل من ترى قد أغرقه ؟! و أنــا ســؤال حـائـر مــن ذا الـذي * بـالبين غـيرك قـد يـدمر عـاشقه ؟! شـربـت دمـي لـما دخـلت و فـي يـدي * كـأس الـمحبة بـالهناء مـعتقة . سـلبت بـقسوتها الـبراءة ثـم لـم * تـبقى سـوى جـسد المأسي المزهقة . كـالـطفل أهــدر روح طـير لاهـيا * ظـن الـصراخ عـلي الـبراءة زقـزقة . قـلبي بـه سـبعون ألـف حـجيرة * وضـعت بـها حـطب الهموم لتحرقه . و مضت تقرب شعلة و تزيحها * و الخوف عشعش في الفؤاد و أقلقه . لـم تـحرق الـقلب الـكئيب بـنارها * حـاشا و لـم تـعطف عـليه لـتطلقه . لـكـنـه يـبـكـي لـتـضـحك سـنـهـا * نــظـرت بـعـيني حـاقـد لا مـشـفقة . هـــذا أنـــا رجـــل يـحـدثـه الـهـوى * لــم يـلـق قـلـبا مـؤمـنا لـيـصدقه . #احــــــــمــــــــد بـــــدرالــــــــــديــــــــــــــن