( الموت لي ترف )
“رثاء أخي الشهيد شادي الناصر رحمه الله”
أودى بكَ الغدرُ أَمْ أودى بك الأسفُ
فَمَا دريتَ بأيِّ الموتِ تلتحفُ
موتٌ يَطالُ فمي لو خلتموهُ فماً
موتٌ يمصُّ دمي والموتُ لي ترفُ
وما بكائي غداةَ الحربِ تنزفُنِي
إلاَّ بكاءَ يدٍ بالدمِّ تعترفُ
أَلْقَيْتُ روحي على ذكراكَ تحضنُها
و الرُّوحُ للتُرْبِ حالَ الفقدِ تأتلفُ
أَفْنَيْتَ قلبي و هل للقلبِ منفعةٌ
إلاَّ لنبضكَ آنَ الحبِّ أقترفُ
ياويلتاه على ما كان من سندٍ
والريحُ تحرسُ حزناً حيثما أقفُ
لو ترتجون غداً مالي أنا لغدٍ
خلّوا وثاقي إنّ الآن يرتجفُ
سارتْ بصحرائكم عيني وعافيتي
حتى كأني إلى رمضائكم دنفُ
لا يُصلحُ النهرُ نبعاً جفّ مرقدهُ
ونبعُ عينيَ منهُ البحر يستلف
لكلّ غصنٍ لهُ في نارهِ عملٌ
وغصنُ قلبيَ نارٌ حرقهُ شغفُ
و ما مررتُ بدارٍ كنت تدخلها
إلا شعرتُ بقلبي همَّ يعتكفُ
إني بسطتُ شراعي فوق لجَّتها
تلك الهموم فحيَّا خَلْفَها السلفُ
وما نقصتُ أمام الكاشحين نوىً
ولا تقشَّرَ غيبي فهو مُختَطفُ
ولا نظرتُ لعينِ الحقدِ تحرسهم
إلا وإنِّي -لمرمى حقدهم- هدفُ
#وائل_رضوان_الناصر