الوجْدُ و الألَمُ
حطَّمْتِني بالوَجْدِ في رَحِمِي
و القلبُ كم يبكي من الأَلَمِ
و سَقِيتِني بالنَّارِ في لَهَبٍ
و الرُّوحُ قد تُصلى من الحِمَمِ
البُعْدُ سيفٌ زاد من وَجعي
إذ فيه أبدو شرَّ مُنْهَزِمِ
قد مزَّقَ الأوصالَ في جَزَعٍ
كي تقطنَ الآهات في لَحَمي
و تمزَّقت بالقهر أمنيَتي
و كذلك الأحلامُ في قلمي
و العينُ تُسْكِبُ بالأسى كمَدًا
و توشَّحت بالدَّاءِ و السَّقَمِ
القَلْبُ يدمى صادَهُ ترَحٌ
فالحُلْمُ قد أفنى إلى عَدَمِ
و الدَّهْرُ يصرعُهُ بلا رَيَبٍ
بالهجرِ أمسى شرَّ مُنْتَقِمِ
فارقْتِني و الدَّمعُ يملؤني
و الآه تصفعني من النَّدَمِ
و هجرتني و الشَّجْو يقهرني
و الليل يكسوني من العَتَمِ
قد كنتِ لي نورًا يعيش له
قلبي فأمسى الآنَ في نِقَمِ
كم كنتِ فجرًا لا ظلامَ به
أبدًا و كنت الأمسَ في نَغَمِ
فتركتني و القلبُ في نَزَفٍ
يشكو و يبكي صار في سَدَمِ
يبكي دموعًا بالأسى انطلقت
و تدافعت بالقهر في نَهَمِ
قد ذاب حزنًا منه مبتئسًا
و أراه صار اليوم في تَيَمٍ
و لَّي النَّهارُ و صار محتجبًا
و الليل حان و هلَّ في رَسَمي
فيحوم حولي بالدُّجى شَجَنٌ
و ترفرِفُ الأحزان كالعَلَمِ