(بقية فنجان) للأديبة : صباح السباعي

بقية فنجان

شيء ما ينقر بالخفاء بداخله….
ستون مرت نصفها وهي معه تداري….
اتساع النظرة الأخيرة منها أمسكت إصراره على البقاء….
غضبى تخفي الغصات….
اعتذاره لا يغيّر في الأمر شيئا….
من جحور أنفاسه تستقي مابه
بالخفاء….
شيء ما حمله أن يتركها وقت الغداء….
طيف أم صوت؟!
يجرفه إلى بيت يمرّ أمامه كل صباح، يمرّ شبابه يلقي التحية مع رجفة الآهات….
من فرط حرصه؛ يضيق تنفسه، يسقط أرضا…
يقولون من كثرة التدخين….
هذه المرة مختلف إيقاعها؛ يطرق بابها يطلب منها فنجان قهوة وماء….
في مثل هذه اللحظة تنسلق الأيام…. يصل بخارها إلى الحيّ…
تتجرد زوجه من وقارها….
تدخن صوتها….
_:
ترك الغداء وتدحرج على عتبات الموت على صدرها….
فنجانه مازال ساخنا عندها…
رغم أحزاني أفتل غيرتي حبالًا
أربط نفسي بها…
وأروي قصة جدار الورق لجاراتي…
أتركهنّ يفككن اللغز ….
أبكي وأضحك…
موج يبللني…. أضحيتُ بحر الروايات….

السباعي…. صباح

سوريا

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً