تعلَّم
تَعَلَّمْ أنتَ في زمن العلومِ . . . وقُلْ يا نفسُ هيا فاستقيمي
فإنَّ العلم بين الناس دوماً . . . فِعالُ الخير والقول الحكيمِ
وإنَّ العلم يهدي كلَّ شخصٍ . . . إلى دربِ السعادةِ والنعيمِ
فَلَمْ تُخْلَقْ لكي تغدو جهولاً . . . وعندك كلُّ ذا الفكر العظيمِ
فقد وهب الإله إليك عقلاً . . . ليكرم لا ليصبح كالرميمِ
أليس ترى الجهالةَ ليس فيها . . . سوى هَمٍّ بهِ أقصى الهُمومِ
فلم أرَ مِثْلَ هَمِّ الجهلِ همّاً . . . يقود الذلَّ بالضيق الأليمِ
أترضى أن تَرى بالجهلِ ذلاً . . . وأنت خُلقتَ ذا قدرٍ كريمِ
فتصبحَ مِن أقلِّ الناس شأناً . . . فيسخَرُ منكَ ذو الخُلُقِ اللئيمِ
فنفسك أنت إنْ لَمْ تَرْقَ فيها. . . بعلمٍ صرتَ ذا شأنٍ ذميمِ
فإنْ لَمْ تَدْنُ نحو العلم تُضحي . . . بفكرٍ دونما نهجٍ قَويمِ
وأنت إذا جَرَعتَ المُرَّ يوماً . . . صحِبتَ الدهر في فكرٍ سليمِ
فلا تستعذب الأوقاتَ تلهو . . . بها عن كلِّ دربٍ مُستقيمِ
ولا تسلكْ إلى الظُلُماتِ درباً . . . فتصبح في ظلامٍ مُستديمِ
فإني قد وجدتُ المرءَ إنْ لم . . . يكنْ متعلِّماً مثْلَ السَّقيمِ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
صنعاء-29/6/1998
ديوان (حتى نلتقي)