- تعِــبَ الكــلامُ من الكــلام
ريحٌ تُـلـمـلــمُ غيمـتـي و غُــبـــاري
وسـمـــاءُ ذاكـــرتي بــلا أقــمــــاري
وحــقـائـبي مـهــجــورةٌ و أنــا عـلـى
دربِ المُسافرِ ما وجــدتُ قـطــــاري
أنّى ذهبتُ وجدتُ وجهي شاحـبـــاً
و مـلامـحـاً مـجـهـــولـةً بـجـــــواري
وجريدةً طمـسَ الزمـــانُ حروفـَهــا
وطـلاسِـمــاً مـنــقـوشـــةً بـجـــداري
فذهبتُ نحــوي و اتكأتُ على يـدي
وسـألـتُ نفسيَ .. منْ أنا ؟ بمـســاري
أنا ذلك المُنسـابُ بين خــواطــري
تـيـهــا أرقـعُ بالضـبــابِ بُــخــــاري
لمّا نزحتُ إلى القـصيـدةِ شـاعــراًٍ
و جلــدتُ بينَ سُطــورِهـا أفـكـــاري
وتنفّسـتْ لُـغـةُ الخِـطــابِ تــأوّهـي
وطـغـتْ على ألْـفي لظى أصـفـــاري
قالتْ لي الذِكرى : رويدُك يا فتى
مــالــي أراكَ ملــطـــخَ الأشــعــارِ !؟
فـأجبتهـا : بفَــمِ السكوتِ كـأنـنـي
قــيــثـــــارةٌ مـنــــزوعـــةُ الأوتـــــارِ
تعِـبَ الكــلامُ من الكــلامُ ولــــمْ أزلْ
كالـلــيـلِ أركــضُ نحـو طيفِ نهـــاري
- شعر : بسام القحطاني
- 2017/11/10