- حتمية البقاء
صام اليراع وشاخ لونُ مدادي
وأنا على كلِ الرجالِ أنادي
وحروفُ شعريَ كم سفكتُ دماءَها
وأرِقتُ فاقتلعَ الجفونَ سهادي
عبثاً أناجيه السرابَ فيختفي
وأهيمُ أشعلُ في الجوى أكبادي
صوتٌ صداهُ مبعثرٌ ماعاد لي
وأنينُ قُدسيَ كم يشق فؤادي
رددتُ أغنيةً تضاءلَ لحنها
أوتارهُ انتحرت لدى إنشادي
وأنا أسافرُ في دياجيرِ المدى
مستجدياً حلماً لغيرِ معادِ
أصبو كأن هدى النبوة ليس لي
بالذكرِ والقرآن والأورادِ
ألهو وراء َ وعودِ من ضلوا فما
أدركتُ في عِبَرِ القرونِ رشادي
صدقتُ كلَّ مطبلٍ وحسبتني
أصحو على وطنٍ بغيرِ جهادِ
حتى تَكَشَفَ كلُ وجهٍ زائفٍ
أن السلامَ أجادَ نهب بلادي
وإذا بمحرابِ النبوةِ نائحٌ
والقدسُ تشكو غبنها وتنادي
أين العروبة فالرجالُ تبخروا
والحاكمون على هوى الأسيادِ
والشجبُ أقصى مايكونُ متلفزا
لو حُوِلَ الأقصى المباركِ نادي
هذا التعايش والسلامُ فمالنا
نأبى السلامَ بعزة وعنادِ
لا للسلامِ وكل من يدعو له
وأقول لا للحاكم الجلادِ
من لفَّ حول الثائرين مشانقاً
هو في أتونِ خنوعهِ المتمادي
يا قدس يا جرحا يسافر في دمي
سئمَ الزمانُ وما حصدتُ مرادي
القدسُ أرضٌ حرةٌ عربيةٌ
والقدسُ عاصمة ٌلكلِ بلادِ
فقرارُ أمريكا كبلفور الذي
جلب اليهودَ مدججا بعتادِ
طاف الغرور بهم فضاء خيالهم
فتخيلوا أن يصنعوا أصفادي
لا أيها الكلبُ اللعين فقدسنا
عربيةُ الأجدادِ والأحفادِ
سندك أسوار القصور لنحمها
والموتُ أمنيةٌ لكلِ جهادي
سننام نحتضن الحجارةَ عُدةً
لقتالكم ومدى الزمان نعادي
إن الشهادة حلمنا فلتفهموا
والموتُ من أجل الكرامة عادي
- علي عامر الشرعبي