خُـــــــذنِي إليكَ فإِنِّي الآن أحتــَرِقُ
و اعبُر بِيَ النّهرَ كي يرسُو بِنا الأُفُق
اطـفِئ بِيَ الشَّوقَ مُذ شَبَّت لَواعِجُه
و قبضةُ النارِ في الأعمـــــاقِ لا تَرِقُ
و لتَحمِلِ الرُّيـــحُ آهاتِي و صـرختَها
إليكِ يا غيـــــــــــمةً يهـفو لها الورَقُ
صَنـعتُ مِن أدمُعِي لي شـــاطِئاً فأنا
مُـذ أبحـــرَ القلبُ في دنيــاكِ ألتَحِقُ
لَـولَا غِنـــــــاكِ الذي أُصـــغِي لِلَهـفَتِه
لَشَفَّنِي البـــــــردُ و الأحـزانُ و القلَقُ
هـل جاءَكِ الآن
ما أوحت بِه رِئتِي ؟
ما ذَرَّفَ القلبُ أو ما جَــــــَنَّهُ الوَدَقُ ؟
هل جاءَكِ
أنّ بِي – يا بَلسَـــــــــــــــمِي – وجعاً
يهـفو إلى طيـــــــــــــــــــفِك الآسِي
و يختنِقُ
أو أَنِّنـي الآن أحسـُو النـــــارَ
في ظـمأٍ
و البـردُ في أضــلُعِي يكوي
و يخـترِقُ
و أنتِ – يا ناعِسَ الأجفانِ – سـاقيةٌ
أصــــبو إلى حوضِها الجادِي و أأتلقُ
كُلِّ اللـواتِي سَـرابٌ لستُ أعشَــــــــقُه
و أنتِ أنتِ السَّــنا و الغَــــيمُ و الأُفُقُ
مُنسابةٌ جَـــــــــدولاً في أضلُعِي و أنا
تِلكَ الـروابي التي تُزرِي بِمَن عِـشِـقـُوا
ســريتُ و الشـــــــوقُ يمضي بي على
عجَلٍ ترنو إليكِ بُنَيِــــــاتي و تسترقُ
عيــناكِ كم
صَــوبَت نحــوِي شَــــوارِدَها
و صدرُك
الرَّحـــــــــــــــبُ لي يا لوعتِي طبقُ
كَـم هَيَّـجَتنِي اللــيالِي إذ أُســــــــــَائِلُها
كيفَ السـَّبيلُ ؟ و أينَ الجسرُ و الطُّرُقُ ؟
و أيُّ مـوجٍ إذا مَـــــــــــــــا رُمتُ دارَتها
سأمتَطِي ؟ إِنَّنِي كالوَردِ أَنسَـــــــــــحِقُ ؟
مِن أيِّ صـــــــدرٍ أَطُلُّ – الآنَ – يا أمَلِي
و أيَّ جِــيدٍ سِــــــــواكِ – الآن – أعتَنِقُ ؟
- شعر : ياسين السامعي – اليمن