دهاليز .. / بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا

26239199_1820874314878581_7637707034040257719_n

  • دهاليز

سألني: كم الوقت؟
لم أخبره أن عقارب ساعتي تستمدّ حركتها من لهفته…. 
الآن توقفتْ عند نقطة الثواني الأخيرة…. 
سؤاله قطار عالق في نفق …
ما أصعب أن تكون على صخرة ويشدك الآخر إلى فراغ ….إلى الهشاشة
تصير الفراغ ….
على ضوء خافت يلبس النهار جلبابه….
وتلبس الصبية ثوب السهرة للعشاء….
النادل يلبس قفازيه….
العجوز تتدثر بلحاف سميك في آب…
يموت شحاذ على حافة الطريق…
في الصباح تحمله سيارة الإسعاف ولا أحد يرثيه….
لا أعرف الوقت ولا الساعة ولا الفصل الآن….
كل ما أعرفه أن شيئا ما يستنفدنا….
يستغرقنا….
التفاصيل المملّة، الأخبار ، الاستنتاجات..
تلك المرأة جُرحت بوخزة زجاجة هكذا قالوا….
حين مددتُ يدي أداويها؛ كانت شفرة لسان …
كم نحتاج لتنظيف أزقتنا من الشفرات….
هو واقف أمامي ينتظر الجواب…
وضعتُ يدي على صدره….
–: الوقت فجرا عند التاسعة ليلا….
ليتك لم تسأل….
استدار الباب نحوه….
سمعته يقول إلى اللقاء….
رفعتُ رأسي؛ وجدتني أمسح وجه العجوز وأعيد تغطيتها باللحاف….

  • بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً