- دوران في فلك
كلما شبّ حريق في حنايا الذكرى؛ تكون إلّا منقذتكَ….
أحاول حجرَ ألفها؛ يلفني طوقها شوقا…
قلنا: لن نفترق؛ الوقت المستقطع لوّن الفراق…
لم يعد واضحًا أهو هجر قسري أم نفد الوقت المتبقي لنا؟!
يذكرني حالنا مع أني لا أحب أن أتذكر….
بذلك الباب الذي ظلْ مفتوحًا؛ يتهيّأ لأصحابه أن يلجوا عبره ويغلقوه…
رقصت الريح على عتبته، ما تحرّك لا طربًا ولا خوفـا….ولا انغلق…
تشير نشرة الطقس عن تقلب فيه وغيوم، وانخفاض في درجات الحرارة….
وتشير قارئة الأبراج عن انفراج في الأجواء…
.
حدسي يخبرني أن الأمر انتهى باستحياء حتى لا يجرحنا….
من أصدق؟!
حالنا مثل شاب تخرّج من الجامعة وقدخجل من أبيه وهو يبيع الفول وهو صغير ليصرف عليه…..
ولم يخجل من مرآته….
الحلّ الوحيد أن نجعل الشوق سكر قهوتنا…
لا أكثر….
وكلانا يحبها مرّة؛ وبهذا نستبعده لنستمتع بها….
شجيرة الحديقة ملعب العصافير ومسرحها،
هوايتنا كانت النظر إليها….
لم تعد كما كانت….أحرقتها شظية….
الفرحة المتدلية من الغيمة ليست سوى قطرات ستتبخر….
ليس هناك نبع….
الواضح أمامي طفلة تنادي أمها…
وهي مصدقة قولهم: أنها تزور القمر…
وهذا الشيء الوحيد الذي أصدقه…
وأصدق هذه البؤرة العميقة التي نختبئ فيها لندفن خطايانا..
ونصنع ثقبًا في الصخرة ليتسرب منه الماء ليطفئ اللهيب….
لو أسعفتنا نفوسنا ما كنا تعساء….
هكذا تقول أمّ ترثي أيامها….
خرج حلمها ولم يعد….
عجنت الرمل بالصبر ونامت….
هذا ما أصدقه….
حوار الصدق يلتحف أشعة الشمس لم يحترق…
بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا