ديار سلمى / شعر : د. فواز عبد الرحمن البشير -سوريا

18194656_1839608923031432_5490114484132796600_n

  • ديار سلمى

رأيتكَ تدّعي حبا ًلسلمى 
وسلمى لا تقرُّ بما تقولُ

وتذكرُ أنها أعطتكَ حبا ً
وأنكَ فى هوى سلمى قتيلُ

فهل شاهدتَها يوما ًبحق ٍ
كقبَّرةٍ إذا جاءَت تميلُ

وهل عاينتَها في الصبحِ تمضي 
كأنَّ قوامَها عسلٌ يسيلُ

تمرُّ بدارِها فتظنُّ عطرا ً
يضمّخُها وهل هذا قليل ُ

فلا تعجب فسلمى بنتُ أصل ٍ
وقلَّ بعصرِنا النسلُ الأصيلُ

بلاد ُالشام منبتُها وفيها 
مشى خيرُ الورى طهَ الرسولُ

وفيها الغوطتان ِوقاسيون 
وفيها ذلك َالريحُ العليل ُ

وفيها دجلةٌ يختالُ فخرا ً
يعانقُ أرضَها وله ُصهيل ُ

ومن نهرِ الفراتِ يسيلُ تبرٌ
ويمضي في مواكبهِ يجولُ

وفي حلبٍ تعيشُ حقولُ حب ٍّ 
لها في كلِّ زنبقةٍ دليلُ

وفي حورانَ أرضِ العزِّ قمحٌ 
ومنهُ كلُّ محتاجٍ يكيل ُ

وفي جبلِ العروبةِ بعضُ قوم ٍ
إذا ما جئتَهم يشفى الغليلُ

إلى حمصِ العزيزة ِخذ فؤادي 
فلي في كلِّ ناحيةٍ خليل ُ

وعند البحرِ كم أنشدتُ شعرا ً
يرق ُّلحسنهِ المرءُ الملولُ

وها أنذا تركتُ ديار َسلمى 
ولا أدري لها كيفَ الوصول ُ

أعاني في بعادي كل َّسوءٍ
وليل ُالهجرِ كابوس ٌثقيلُ

ففي أرضِ اللجوءِ سفيهُ قوم ٍ
على الأطفالِ في جهلٍ يصول ُ

ألا يا دارَ سلمى ذبت ُشوقا ً
وفوقَ الصدرِ تبريحٌ كليلُ

فلا أرضى بغيرِكِ مستقراً
ولا أنساكَ ما أذِن َ الجليل ُ

ولكنَّ الحياةَ لها ظروفٌ 
ومن ذلَّ العزيزَ هو الذليلُ

  • شعر : د. فواز عبد الرحمن البشير –سوريا

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً