- زفرة مصدور – 06 –
- شعر : ياسين السامعي – اليمن .
وطني الجريحُ أنا أتيتُكَ حــاملا
روحِي دواءً طاهــــــرا و شـــفاءً
وطنِي العليلُ أنا أتيتُكَ حــــاملا
قلبِي لِصَدعِكَ مرهـما و طِــــلاءََ
وجعي على دنيـاكَ كم أخـنى بها
قهـرٌ أحـالَ زهــورَنا أشـــــــــــلاءً
حُمِّلتَ أوزارَ المســـاءِ و لم تـــزل
عيناكَ للفجـرِ الجميلِ ضِـــــــــياءً
صلبُوكَ في جِذِعِ الظلامِ وأطفؤا
فِي وجنتيكَ الفجـــــــرَ و الأنواءَ
يا وجهَ بلقيس المُضَـمَّخَ بالأسـى
كيفَ استـوَى فيكَ الربيـعُ شِتــاءً
أَنّـى خَبَت تلكَ الملامِــــــــحُ كلُّهـا
حتى ارتديتَ مِن الخـريفِ كِسـَاءً
أَوَلَـم تَكُن جـــناتٍ عــدنٍ للهــــوى
في محكمِ التنزيلِ ذِكراً جــــــــاءَ
يا هـدهُدَ الأحـــزانِ ما أخـــــبارُنا
فاحَت مواجـــــــــعُ موطِني أنباءً
بلقِيسـُنا حُبــــــــلَى بآلامِ الـدُّجـَى
ساءَت مخـــاضـاً نازِفا و سَنَـــــاءً
تطفُـو على أحـــزانِها و سَــــرابُهـا
لم يغــدُ – يا أمــــــاهُ – يـوما مــاءً
بلقِيسُنا اكتَهَلَت و فِي أحشـــائهــا
حُلمُ الضُّحَـى يستَنجِــــــــــدُ الآباءَ
تذوِي و فِـي عـدنِ الصبــابةِ تنثَنِي
و تذوبُ وَجــداً فِي رُبا صنــــــــعاءَ
بَلقيسُنا انكَفَأت وما وضعَت سِــوى
ليلٍ يَعُــجُّ كآبــــــــــــةً و شقــــــــاءً
قحــــطانُ ماذا جَــدَّ كي نرَسُو هُنا
لا مـوجَ يحــمِلُنا و لا هـــــــــــوجاءَ
قحطانُ ما هــذا الظـــــــــلامُ يَعُمُّنا
لا ضـَوءَ في آفــــــــــاقِنا يَــــتراءَى
قَحطـانُ لن نَفنَــى سنــحيَا و الـذي
بَـرَأَ اليـــــراعَ و عَــــــــلَّمَ الأسمــــاءَ
- شعر : ياسين السامعي – اليمن .