شكواي
.
لِـذكــرِ مـحــمــدٍ طـابــتْ حـروفـي
وكــمْ قـلــبــي بــذكــرِ الله طــابــا
.
رسـولَ الحـقِّ يـأخـذنـي انـتحـابٌ
عـلـى حـالٍ أضــاعَ بــنــا الصـوابـا
.
فقـدْ جاستْ خـيولُ الغـربِ مديـنْ
وأرضُ العـزِّ قــدْ أضـحـتْ خــرابـا
.
وقدْ شُرِبَـتْ كـؤوسُ الجهلِ قسـرًا
وصـارَ العـدلُ في الـدّنـيـا ســرابـا
.
وكــمْ ديـســتْ كــرامــاتٌ وذُلّـــتْ
من القـامـاتِ مـنْ كـانـتْ هِـضــابـا
.
رسـولَ الله فــي بـغــدادَ نــاحــتْ
حـمـائـمُ دجـلـةٍ تــبـكـي الـقــبـابـا
.
ودمــعُ الـرافــديـنِ جــرى سـيـولا
بـأرضِ الشامِ كـي يـروي الـيـبـابـا
.
وأرضُ الشـام فـي كُــرَبٍ وقــتـلٍ
وبـعـضُ الإنـسِ قد فـاقَ الـذئـابـا
.
وفي يَـمَـني دمـاءُ الشعبِ هـانـتْ
وملءُ الكأسِ قـد سكبـوا الشرابـا
.
ويـغـتـصـبُ اليـهـودُ مـقـدّسـاتـي
وقـبّــةُ صخــرةٍ تـشـكـو الحـرابـا
.
ومـئـذنـةٌ بـأرضِ القـدسِ تـهــذي
متى يـا عُـرْبُ تكسـوني الثـيـابـا
.
رسـولَ الله عــذرا لـيـسَ تـكـفـي
حـروفي إنْ فَـتحـتُ إلـيـكَ بـابـا
.
ونـافـذةً تـطـلُّ عـلـى شـجـونـي
بـهـا شـكـوايَ أُتـبـعـهـا العـتــابـا
.
فـبـيتُ العـنـكـبـوتِ ديارُ عـبـسٍ
ولـمْ تحـسـبْ لعـنـتـرةٍ حـسـابـا
.
وفـي بـكــرٍ ســيـوفٌ للـتـلاهـي
وتـغـلـبُ خـيـلُها أضحتْ ضبـابـا
.
فـعـذري مـنـكَ يـا خـيـرَ البـرايـا
إذا مـا قـلــتُ لـو أُمـسـي تــرابـا
.
.
مــلـــك
فلسطين