طَفِقَت تُلَملِمُ ما يُبَعثِرُه الْنَّوىٰ
وَ دَعَتْ بِأَطْرافِ الْحَنينِ أَصابِعي
.
وَفَمُ الْقَصيدةِ مُذْ تَنَفَّسَ شَوقُهُ
تَرَكَ الحُروفَ وْحرْبَها بِمَدامِعي
.
يَختالُ حَرفِي فوقَ عَرشِ قَصائدِي
فأنَا أميرةُ كلّ حَرفٍ ساطع
.
هلّا رَأَيْتَ قَصيدةً فيها الْهَوىٰ
وَغَدا بِروحِكَ حُسنُها كَرَوائِعي
.
إِنْ جِئْتَ لَحْناً راقِياً بِقَصائِدي
طَرِبَتْ بِعَزْفِ النّايَ مِنْكَ مَسامِعِي
.
هٰذا الَّذيٓ يَشْتاقُ حَرْفي نبضَه
عِطْرٌ يُغازِلُ ورْدَه بِمَواقعِي
عاقَرْتُ فَنَّ الْشِّعْر حَتّىٰ خِلْتُني
صَوْتًا يجلجل في الفضاء الواسع
.
وَشَرَعْتُ أَحْتَضِنُ الْقَصيدَةَ وَالْجَوىٰ
ريح يَهُبّ عَلىٰ مِدادِ شَرائِعي
.
فَتَوَرَّدَ الْحَرُفُ الْرَقيقُ مُعانِقا
زَهْرَ الْرُّبا وَاخْضَلَّ وَرْدُ مَرابِعي
.
أَشْتاقُ أَنْ تُغْري الْضِّفافُ تَوَدُّدي
فيها وَيَصْبِحُ نَهْرُ شِعْري شافِعي
.
فَيَجوبُ هَمْسي كُلَّ قَلْبِ مُتْرَعٍ
بِالْحُبِ مُخْتالاً بِدونِ مَوانِعي
.
تَسْري الْمَشاعِرُ في الْوَريدِ كَأَنَّها
نَسَماتُ صُبْحٍ تَسْتَثيرُ مَواجِعي
.
هَدأتْ مَرافيءُ حُلمِ فَجريْ وَالنّوَى
يَصْلَي بنارِ الهَجرِ ليلَ هاجعي
.
هامَ الخَيالُ وبَاتَ ينثرُ فَنّهُ
شَغفًا فَيحلوْ في السّماءِ السَابعِ
.
وَيبيتُ ينتثرُ الكلامَ كأنّهُ
عِطرٌ وَهَاتيكَ النّجومُ طَوالعِي
.
فَأبوحُ : ليتَ الشّعرَ ألهمَ مُهجتِي
يَومًا إليهِ بكلّ حُلمٍ رائعِ
.
ليتَ الجَمالَ شَدا بِألفِ قَصيدةٍ
تَهفُو لرُوحِك فِي نَشيدِ مَنابعِي
.
وَمَواكبُ الوَردِ الجَميلِ تَألقتْ
بينَ الرّبوعِ على اخْضِرارٍ مَاتعِ
.
تبغِى العُذُوبةَ والجَمالَ كَأنّهَا
صُبحٌ يَهِمُّ على ظَلامٍ رَاجعِ
.
هَذا هُوَ الشّعرُ الأنِيقُ تَحُوكُه
رَاحٌ عَلى نَولٍ بَهِيٍّ ذَائِعِ
- شعر : نيفين محمد درويش – فلسطين