طَفِقَت تُلَملِمُ ما يُبَعثِرُه الْنَّوىٰ / شعر : نيفين محمد درويش – فلسطين

22046004_1611152028959679_2372079243778388044_n

طَفِقَت تُلَملِمُ ما يُبَعثِرُه الْنَّوىٰ
وَ دَعَتْ بِأَطْرافِ الْحَنينِ أَصابِعي
.
وَفَمُ الْقَصيدةِ مُذْ تَنَفَّسَ شَوقُهُ
تَرَكَ الحُروفَ وْحرْبَها بِمَدامِعي
.

يَختالُ حَرفِي فوقَ عَرشِ قَصائدِي 
فأنَا أميرةُ كلّ حَرفٍ ساطع
.

هلّا رَأَيْتَ قَصيدةً فيها الْهَوىٰ
وَغَدا بِروحِكَ حُسنُها كَرَوائِعي
.

إِنْ جِئْتَ لَحْناً راقِياً بِقَصائِدي 
طَرِبَتْ بِعَزْفِ النّايَ مِنْكَ مَسامِعِي

.
هٰذا الَّذيٓ يَشْتاقُ حَرْفي نبضَه
عِطْرٌ يُغازِلُ ورْدَه بِمَواقعِي

عاقَرْتُ فَنَّ الْشِّعْر حَتّىٰ خِلْتُني 
صَوْتًا يجلجل في الفضاء الواسع 
.
وَشَرَعْتُ أَحْتَضِنُ الْقَصيدَةَ وَالْجَوىٰ 
ريح يَهُبّ عَلىٰ مِدادِ شَرائِعي
.
فَتَوَرَّدَ الْحَرُفُ الْرَقيقُ مُعانِقا 
زَهْرَ الْرُّبا وَاخْضَلَّ وَرْدُ مَرابِعي 
.
أَشْتاقُ أَنْ تُغْري الْضِّفافُ تَوَدُّدي 
فيها وَيَصْبِحُ نَهْرُ شِعْري شافِعي 
.
فَيَجوبُ هَمْسي كُلَّ قَلْبِ مُتْرَعٍ 
بِالْحُبِ مُخْتالاً بِدونِ مَوانِعي 

تَسْري الْمَشاعِرُ في الْوَريدِ كَأَنَّها 
نَسَماتُ صُبْحٍ تَسْتَثيرُ مَواجِعي
.
هَدأتْ مَرافيءُ حُلمِ فَجريْ وَالنّوَى 
يَصْلَي بنارِ الهَجرِ ليلَ هاجعي
.
هامَ الخَيالُ وبَاتَ ينثرُ فَنّهُ 
شَغفًا فَيحلوْ في السّماءِ السَابعِ 
.
وَيبيتُ ينتثرُ الكلامَ كأنّهُ 
عِطرٌ وَهَاتيكَ النّجومُ طَوالعِي 
.
فَأبوحُ : ليتَ الشّعرَ ألهمَ مُهجتِي 
يَومًا إليهِ بكلّ حُلمٍ رائعِ 
.
ليتَ الجَمالَ شَدا بِألفِ قَصيدةٍ 
تَهفُو لرُوحِك فِي نَشيدِ مَنابعِي 
.

وَمَواكبُ الوَردِ الجَميلِ تَألقتْ 
بينَ الرّبوعِ على اخْضِرارٍ مَاتعِ 
.
تبغِى العُذُوبةَ والجَمالَ كَأنّهَا 
صُبحٌ يَهِمُّ على ظَلامٍ رَاجعِ 
.
هَذا هُوَ الشّعرُ الأنِيقُ تَحُوكُه
رَاحٌ عَلى نَولٍ بَهِيٍّ ذَائِعِ

  • شعر : نيفين محمد درويش – فلسطين 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً