- ((( على ضفاف دجلة )))
- شعر: د. رشيد هاشم الفرطوسي – العراق .
حاوَرْتُ شَطَّكِ مُشتاقاً ومُلْتاعاً
تَطوفُ بيْ ذكرياتٌ منكِ أنواعا
كالأمسِ عِطرُكِ في مخزونِ عاطِفَتي
ما زلتُ أَرقبُ بَدراً مِنْكِ سَطّاعا
لكنْ أرى مَركبَ الأحلامِ قد رحَلَتْ
أحلامُهُ وغَدٌ مِنْ فجرِهِ ضاعا
تَدري ضِفافُكِ ما قد حَلَّ في وَطَني
أمْ أنتِ تُخفينَ آلاماً وأَوجاعا
تَسَلَّلَ الذئبُ في أحشاءِ مَركَبِنا
ليلا ً ويَمتَصُّ مِنكِ الآن أَضْراعا
هل أنتِ تَدرينَ أَمْ أوهامُ حانيَةٍ
أنْ لا تمانعَ تدليلاً و إِرْضاعا
كمْ زِدتُمُ الشَّعبَ أوجاعاً وأوجاعا
فكُلُّ شيءٍ لَديكُمْ كانَ خَدّاعا
أ تَنْهبونا بِجِنسيّاتِ مُغْتَرِبٍ
ويهْرُبُ اللِّصُّ إنْ سِرٌّ لهُ ذاعا
لا المالُ يرجِعُ إنَّ اللِّصَّ مُغْتربٌ
ونحنُ كُنّا لهذا اللِّصِّ صُنّاعا
أضْحى العراقُ إلى التأخيرِ مُتَّجِهاً
وأَرْدأَ الناسِ والبلدانِ أوضاعا
هذا لِقومِيَّة هذا لطائفةٍ
صاروا جميعاً لِغيرِ الحَقِّ أتْباعا
جاءَ الطبيبُ لِجرحٍ كي يُضَمِّدَهُ
فَهَشَّم الجسمَ أعضاءً وأضلاعا
كم عاقلٍ فاجرٍ بالعقلِ يَسْرقُنا
والشَّعْب يرضَخُ تحتَ الظلمِ مُنْصاعا
لُذْنا بنارٍ مِنَ الصحراءِ تَحرِقُنا
فَغَرَّنا لَهبٌ أنْ كانَ لَمّاعا
ورُبَّ ذي أسَفٍ مِن حالِ موطِنِهِ
إنْ مَسَّهُ الضُّر أو شعبٌ بهِ جاعا
أَتَيتُ أنثُرُ نَثَّ الغيمِ مِن شَجَني
لا أرغَبُ البُعْدَ أو أنْقادُ إخْضاعا
ما انْفكَّ يَحمِلُ جرحَ الشَّعبِ مَنْ طَهُرَتْ
جذورُهُ وسَما خُلْقاً و أَطْباعا
- شعر: د. رشيد هاشم الفرطوسي – العراق .
19 -10- 2017