( في اليَمَن ) / شعر : د. رشيد هاشم الفرطوسي – العراق

15871956_105688983272255_394220730998121648_n

 

  • ( في اليَمَن )

لقد سرتُ في الأرضِ طُولاً وعُرضا 
فآنستُ أرضاً وغادرتُ أرْضا
فيومـاً يصـادفني ما رضِيْــتُ 
ويوماً أصادفُ ما لستُ أرضـى
فيومٌ على القلبِ حُبّاً وخيــراً
ويومٌ على النفس نهشاً وعضّـا
ويومٌ يمُرُّ ويقضي سريعــــاً
ويومٌ أكابدهُ ليس يُقضــــى
إذا ما وجدتُ قلوباً صِحاحــاً
أقَمْتُ .. وغادرتُ إنْ كُنَّ مرضى
ترى بعضَهمْ للغريبِ لطيفاً
وآخَرَ نحو العداوةِ حَضّا
فَمَنْ لم يكنْ فيه عقلٌ رشيــدٌ
يرَ الخُلْقَ والعيشَ والناسَ فوضى

فأُكْرَمُ عنـد الكريمِ وألقـى 
بذي اللؤمِ طَرْفاً عن الخير غُضّا
وكُلٌّ قَنوعٌ بخُلْـقٍ لديهِ 
لذلك بعضٌ يخالفُ بعضـا
وهل يأكلُ الخيرُ والشرُّ عَزْمي ؟ 
وإني اقترضتُ التغـرُّبَ قَـرْضـا
رأيتُ الحقائقَ عند ارتحالي 
وكم كنتُ أهوى التفكُّرَ مَحْضا
وما الظنُّ مِثْلَ اليقـينِ بشــيءٍ 
ولا حين تُفْضي إذا الشيءُ أفضى
فيوماً سكنـتُ الجبالَ العوالــي 
ويوماً مِنَ الأرضِ سَهلاً ورَمْضا
حَلَلْـتُ بأرضٍ يمانيّـــةٍ لا 
تهونُ لعَرضٍ إذا رُمْتُ عَرضـا
فسُكّـانها في أعـالي الجبــالِ 
كأنهمُ عشِقـوا العيشَ رَبْضــا
وقـد سكنَ النَّسرُ تحت الديــارِ 
وبينهـمُ الغيـمُ مشياً وركضـا
ومِن تحتـها الغيـمُ كالبحرِ يبـدو 
ومِن فوقها بَثَّ رعْداً وَوَمْضــا
ففـوقَ السحابِ وبـينَ السحابِ 
وتحت السحابِ بدا العيشُ بَضّـا
ففصـلُ الشـتاءِ ترى الدفءَ فيهِ 
فما البردُ مضجعَهُمْ قد أقضّــا
وفي الصيـفِ أمطارُهـا تتهاوى 
فينقبـضُ الحرُّ عنهنَّ قبْضــا
ربيـعٌ مـدى العـام لا البردُ فيها 
شتاءً ولا الحرُّ قد زارَ قَيْضــا
وتحلـو الحـياةُ علـى أي حـالٍ 
بخِلٍّ يُنِيلُ العـداوةَ غُمْضا
فأجمـلُ عَيشٍ – على ما أراهُ – 
بأن لا يرى المرءُ كُرهاً وبُغْضا

  • شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي – العراق

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً