قصيدة : فلسفة الحياة / شعر : الدكتور (أبو وهاد) أحمدالشربيني

وعيتُ الدرس يا دنيا

وبات الأمرُ سيّانا

يهون العمرُ يا دنيا

ولا أحياك خسرانا

عجيبٌ أمر دنيانا

غريبٌ كل ماكانا

ففيها الخيرُ والشرُ

ومن أوفى ومن خانا

وصوت الحب يدعونا

وعين البغض تهوانا!

وحب المال يغرينا

وجمع المال أشقانا!

وذو نفعٍ له ضررٌ

وبالوجهين يلقانا

عجيبٌ أنت يا دنيا

فكم أطعمت شبعانا!

وكم أعطيت من جود

وكم أسرفت حرمانا!

وكم أسقطت من هرمٍ

وكم دمرتِ عمرانا!

وكم أعليت مسكينا

وكم أرسيت بنيانا!

وكم عزّزت أقوامًأ

على الأيام أزمانا!

وكم حطمت من عرشٍ

فما أبقيت سلطانا!

فهل أبقيت هارونا

وهل خلدتِ هامانا؟

عذابٌ أنت يا دنيا

إذا ما الطيش أغوانا

إذا ما العقل جانبنا

إذا ما الحقد أعمانا

إذا الأطماع قد فاضت

بأمواجٍ لتغشانا

حظوظٌ أنت يا دنيا

فإن أقبلتِ بشرانا

من الخيرات تعطينا

بكفٍ كان منانا

وإن أدبرت يادنيا

أصاب اليأس مرمانا

فلن تجدى شمائلنا

فغدرُ الدّهر أعيانا

وإن جئنا نناديها

لكان الرد نكرانا

وبات الأمرُ مجلوّا

فلا يحتاجُ إمعانا

فمن أعطيتِ قد أثرَى

ومن لم تعطِ شتّانا

نعيمٌ أنت يا دنيا

إذا الإيمان قوانا

إذا فى الله أحببنا

وأخلصنا لدعوانا

وللأقدار أسلمنا

وعين الصبر سلوانا

وساوينا وأرضينا

وشاع العدل رنانا

وأعطينا بيمنانا

ولم تعلمه يسرانا

ومهما قل موردنا

وشح الرزق أحيانا

حمدنا أننا نمنا

بجوفٍ ليس جوعانا

عظاتٌ أنت يا دنيا

لمن قد بات غفلانا

ومن قد عاش فى تقوى

وخاف الله إيمانا

فإن قدمتِ خردلةً

أخذتِ الضعف أوزانا

وإن أعطيتنا جاها

وعزا ثم وِلدانا

وبات البعضُ يحسدنا

ويقضى الليل حُسبانا

فقدنا بعض صحتنا

وجافى النوم أَجْفانا

سقطنا وسط رحلتنا

إذا ما الموتُ نادانا

سيبقى الخيرُ أزهارا

ودنيا الحب بُستانا

رحيقُ الشعرشاغلنا

وصوتُ الحق نجوانا

يزينُ الحب مجلسنا

ونحيا العمرَ إخوانا

وأيكُ الشر لن يغنى

ومهما بات مزدانا

ومهما الدهر أعطانا

فلا يمحو خطايانا

سوى عملٍ نقدمه

على الإيمان برهانا

فإن العمر فى عدوٍ

وباقى العمر قد هانا

فما أنفقت من خيرٍ

سيربو عند مولانا

وما أحسنت من عمل ٍ

إليه الله قوّانا

سيصحبنا لأخرانا

وتحيا منه ذكرانا

فلا موتَ ينسّيها

ويبقى الذكرُ ريحانا

وخوف الله ينفعنا

إذا ما حان لقيانا

دروسٌ أنت يا دنيا

ووقت الدرس قد حانا

فما أبقيت من عمرٍ

 وما خلدت إنسانا

سأدعو لى وأحبابي

يزيد الله تقوانا!

—————

* الشاعر الدكتور (أبو وهاد) أحمدالشربيني

شاهد أيضاً

المتمرد

 مِـنْ كُـلِّ فِـكْـرٍ لا يُوَافِـقُ مَـقْصدَه قد حاكَ ما لا تَـرْتَـضِـيـهِ المَفْسَدَة قد غاصَ في …