- لا تصــدقــي
- شعر : مختار محرم – اليمن .
فـــؤادُكِ مـيـلادي وعـيـناكِ مَـشـرِقي
فــإن قـلـتُ إنــي راحـلٌ.. لا تُـصدِّقي
إلــى أيــنَ؟ لا دُنـيـا سِــواكِ تـضـمُّني
ولا وطـــنـــا إلاكِ يُـــــؤوي تــمــزقـي
إلى أين في الأيام أمضِي؟ وليس لي
سِـــواك طـريـقًا فـيـه أجـني تــألقـي
فـأنـتِ الـمدى حَـولي وغـايةُ خطوتي
وأنـتِ رؤى حـرفِي وفـكري ومَنطقي
سـمائي..، وبـدرُ الـليل أنـتِ وأنـجمي
وتـرنـيـمةُ الإيـمـان فــي قـلـبِ مُـتَّـقِ
ومـا تـرك الـتوليب مـن عـطر أحـرفٍ
تـناديكِ فـي هـمسٍ: بِمفتونكِ ارفُقي
وبـوحُ الندى والسحرُ في زهرةٍ غفت
عـلى كَـتِف الشوق الذي صار زورقي
وأنــتِ ابـتساماتي الـتي يـحتفي بـها
صـباحي وأنتِ الفجرُ في ثوبِهِ النقي
وأنـــتِ عـبـاراتـي الــتـي إن تـسـلَّلَتْ
مـع الـليلِ صـارت كـأسَ شِـعرٍ مـعتقِ
وأنت اغترابي.. عودتي.. رحلتي إلى
فراديس أمني.. أنت حربي وخندقي
ولــولاك لـم أذرف مـن الـشوق دمـعةً
بـصمتٍ ولـم أحـفل بـمن راح أو بقي
غــرامُـك كـالـمـوجِ الـــذي يـسـتفزني
لأوغـلَ في شوقــي وإن كــان مُغرِقي
وحُــبـكِ دنــيـاي الــتـي أنـتـمي إلــى
تـفـاصـيـلِها أدمــنــت فــيـهـا تـعـلـقي
أطِــلِّـي عـلـى أيــام عـمـري وعـانـقي
شـتـاتي وفــي آفـاق حـزني فـحلقي
سـأبقى عـلى الـوعد الـذي حين قلتُه
لـعـينيك أحيـا الدمـــع أحــلام زنـبقِ
وأبـقى عـلى العهد الـذي لـن يـخوننا
ومـهـما قــست أيـامـنا سـوف نـلتقي
أحــــاول أن أنــــأى فــأدنــو لأنــنــي
عـلى الـبعد والـهجران صـعب كـزئبقِ
فـكـيف يـمـر الـلـيل مـن دون رمسنــا
لمـن سأقــول الشعــر إن لم تصفقــي؟
وكيف أعيش العمر وحدي وخافقـي
لديك وروحي فـــي معانيك ترتقـــي
إذا قـلـت إنــي راحـل عـنك فـاعلمي
بـأنـي سـأبـقى فـاطـمئني وبـي ثـقي
- شعر : مختار محرم – اليمن .