(لغة الحب) / شعر الدكتور : مختار محرم – اليمن
ياسين عرعار ( أبو سجى )
18 ديسمبر, 2017
شعر
706 زيارة
إلى اللغة العربية يوم عيدها
* (لغة الحب)
خُذِينِي وَطُوفِي بِي دُرُوبَ الهَوَى العُذْرِي
كَـمَـوجَةِ عِـشـقٍ هـزَّهَـا الـشَّوقُ لِـلبَحرِ
خُـذِيـنِـي بِـآمَـالِـي وَصَـمـتِـي وَحَـيـرَتِي
وَذَاكِـرَتِـي وَالـلَـيلِ وَالـصُّـبحِ فِــي فِـكْرِي
خُــذِيـنِـي شَـآبِـيـبَ اشْـتِـيَـاقٍ تَــمَـرَّدَتْ
عَـلَى الـغَيمِ.. وَالإِلـهَامُ فِـي نَزفِهَا يَجرِي
كَـتَـفـعِـيلَةٍ يَـسـتَـعـذِبُ الــبَـحـرُ لَـحـنَـهَا
كـقَـافِـيةٍ تَـنـسَـابُ فِـــي آخِــرِ الـسَّـطرِ
كَـفَـرحَـة طِــفـلٍ قَــالَ: أُمِّــي ؛ فَــرَدَّدَتْ
مَـقَـالَتَهُ الأَزمَــانُ فِــي حُـلـمِهِ الـزَّهـرِي
أيَــــا لُــغَــةً تَــحـتَـلُّ قَـلـبِـي وَأَضْـلُـعِـي
وَتَـمـنَـحُنِي حَــرفِـي وَأَمْـنَـحُهَا شِـعـرِي
خُـذِيـنِـي لِـدُنـيَـا الـمَـجـدِ إِنِّــي مُـهَـاجِرٌ
إِلَــيـكِ وَزَادِي نَـبْـضَـةٌ أَشـعَـلَـتْ صَــدرِي
فَــلَـولَاكِ مَـــا ازدَانَـــتْ حَـيَـاتِي بِـجُـملَةٍ
تُــعَــبِّــرُ بِــالإِيــمَـاءِ والـــرَّمــزِ والــجَــهـرِ
أَيَــا لُـغَـةَ الـفِردَوسِ حَـسبِي مِـنَ الـرِّضَا
مَـعَـانِـيـكِ يَــشــدُو بِـانـزِيَـاحَاتِهَا ثَــغـرِي
وَحَـسـبُـكِ أَنَّ اللهَ حِــيـنَ اصـطَـفَاكِ قَــدْ
حَـبَـاكِ لِـيـومِ الـبَـعثِ تَـاجًـا مِــن الـفَـخرِ
فَـمُـذْ نُــودِيَ (الـمُختَارُ): ” إِقْـرَأْ ” تَـغَيَّرَتْ
قَـوانِـينُ هَــذَا الـكَـونِ فِــي لَـيـلَةِ الـقَـدْرِ
وأُرسِـــلــتِ لِــلأَكــوَانِ قُــــرْآنَ رَحــمَــةٍ
هُـدًى يَـلتَقِيهِ الـنَّاسُ فِـي مُـحكَمِ الذِّكرِ
وَصِـــرتِ لِـسَـانَ الـحَـقِّ وَالـنُّـورِ لـلـدُنَى
وَأَشـرَقتِ فِـي الـظَّلمَاءِ كَـالكَوكَبِ الدُّرِي
وَضَـــاءَت بِـــكِ الأَيَّـــامُ وَانْـــزَاحَ جَـهـلُـهَا
وَبَـلَّـغتِ دِيــنَ الـسِـلْمِ والـحُـبِّ وَالـيُسْرِ
وَمِــنـكِ اسْـتـمـدَ الــغَـرْبُ نُــورًا لِـخَـطوِهِ
وَكَــمْ تَــاهَ بَـحـثًا يَـرتَـجِي مَـطـلعَ الـفَجْرِ
فَـأَلـفَـى تُـــرَاثَ الـعُـرْبِ مِـصـبَاحَ نَـهـضَةٍ
أَزَاحَـــتْ ظَــلَامًـا دَامَ حِـيـنًا مِــن الـدَّهـرِ
حَــفِـظـتِ لَــهُــمْ آثَــــارَ أَعــــلَامِ أُمَّــــةٍ
مِـــن الـكِـيمِيَا وَالـضَّـوءِ وَالـطِّـبِّ وَالـجَـبْرِ
فـــلَا تَـغـضَبِي إِنْ أَنْـكَـرَ الـفَـضْلَ جَـاحِـدٌ
وَهـل تُـرتَجَى مِـن حَـاقِدٍ أَحرُفُ الشُكْرِ؟!
خُـذِي كَـلِمَاتِ الـحُبِّ وَالـمَجدِ مِـنْ فَمِي
قَـصِيدَةَ عِـشقٍ شِـيدَ فِـي مَـتْنِهَا قَصْرِي
خُـذِينِي سُـطُورًا مِـنكِ.. فِـيكِ انْتَهَتْ وَلَمْ
تَـجِـدْ لِـدَمِـي عُــذْرًا إِذَا لَـمْ يَـكُنْ حِـبرِي
أَتَـــيــتُــكِ مَــدفُــوعًــا بِــــــآلَامِ أُمَّــــــةٍ
تَـنَامُ عَـلَى الـبَلوَى وَتَـصحُو عَـلَى الجَمرِ
تَـــوَارَى حَــيَـاءً مِـــن جَــلَالِـكِ خَـاطِـرِي
وَهَـلْ يَـرتَوِي الـبَحْرُ الـعَظِيمُ مِن القَطْرِ؟!
أَيَـــا أُمُّ عَــفْـوًا إِن خَبَــتْ أَحـرُفِـي وَلَــمْ
تَـقُل بَـعضَ مَـا فِي القَلْبِ يَا رَوضَة العِطرِ
وَعُــذرِي بِـأنِّـي تهت في مَـوطِنٍ حوى
حَـدَائِـقَـكِ الـفَـيـحَاءَ فَـلـتَـقبَلِي عُـــذرِي
وَكَـيفَ سَـأَحكِي مِـنكِ عَـنكِ وَلَـيسَ لِـي
دِرَايَــــةُ أَهــــلِ الـبَـحـرِ بِـالـمَـدِّ وَالــجَـزْرِ
سَـأَجْـعَلُ تِـيـهِي فِـيـكِ مَـعـنًى وَصُــورَةً
أُلَاحِـقُـهَا مِــنْ شَـطـرِ بَـيـتٍ إِلَـى شَـطرِ
لِأقـطِـفَ مِــن فِـردَوسِـكِ الـشِّعرَ خَـالِصًا
وَأَعـصُـرُهُ كَـأسًـا وَأسْـقِـي بِـهَا سَـطْرِي
وَإِنْ قِــيــلَ لَا تَــقْـرَبْ سَـأُقـسِـمُ أَنَّــنِـي
فُـتُنْتُ بِـهَا فِـي الـمَهْدِ مِن قَبلِ أَن أَدْرِي
أَرَاكِ دُرُوبًـــــــا لــلـمَـعَـالِـي تَــحُــفُّـنِـي
وَمَـا زِلـتُ أَحـبُو فِـي قَـرِيضِي وَفِي نَثرِي
وَلِــي لُـغَـةٌ مَــا عِـشـتُ أَصْـبُـو لِـعِـيدِهَا
وَأرْقُـــبُــهُ بِــالــعَـامِ وَالــيَــومِ وَالــشَّـهـرِ
مَـتَى حَـلَّ عُـيدُ الـضَادِ أَطْلَقْتُ هَاجِسِي
يُــؤَذِّنُ فِــي الآفَــاقِ حَـيَّ عَـلَى الـشِّعرِ
وَأَشْـهَـدْتُ مَــن فِــي الأَرضِ طُـرًّا بِـأَننِي
بَــخِـيـلٌ إِذَا أَعْـطَـيـتُـهَا رَاضِــيًـا عُــمْـرِي
* شعر : مختار محرم – اليمن
18ديسمبر ذات عام