ماتت حروفي وجفّ الحبر من قلمي
وأحرق الصمت شيئاً من كتاباتي
وأصبح الصمت صوتاً لا حروف لهُ
يبوح صمتي عن الأوطانِ آهاتي
أمضي وأخفي جروح الكون في بدني
ولستُ أُبدي حديثاً من معاناتي
أخفي بقلبي أحزاناً تُؤرقني
ويسهر النجم حباً في مواساتي
مضت سنيني وايام الصبأ ذهبت
والشيب أقبل يحبو في إحتمالاتي
كم كنت أرسم للأحلام في وطني
وأنسج اللون في أوراقِ حالاتي
أطير فوق سمأ الأعراب مبتهلاً
ولا أرى حاجزاً يثني جِناحاتي
أرى فلسطين جُند العرب تحميها
وكلّ ما صار فيها جاء بالآتي
وأكتب الشعر والأبيات أجملها
أرض العروبة عطرٌ في عباراتي
الحرف لملم شمل العرب في ورقي
وكم بنيتُ قصوراً من حضاراتي
لقد رسمت بلادي لا حدود لها
واليوم جفت حروفي من رواياتي
تفرق العرب والاوطان قد هُدِمت
يدُّ الحماقة تطغى في مسراتي
العين تذرف دمع الحزن ماوقفت
وما استكانت لتروي حجم مأساتي
تشكي فلسطين جرحاً لا دواء لهُ
والشَّام (تملأ) بماء الحزن كأساتي
صنعاء جرحي ونزف الجرح يقتلني
وكلّ من تاه فيها في مداراتي
——————-
شعر : صلاح الميرابي