مالي أرى الجفنَ القريحَ همى
أفشى الحنينُ هواكَ أم كتمَا؟
مُذ فارقتكَ يدُ المنى ونأت
مازِلتَ تركضُ والحنينُ ظما
شبّت أماني العمرِ واكتهلت
مُذّ شبّ فيكَ الحزنُ واضطرما
مقلُ العيونِ لظت وما انطفأت
حزناً عليكَ وما خشينَ عمى
يا أيــــــها العذالُ عن حَزني
حَزني ترعرعَ في دمي ونما
لاتعذلوني إن بـــَــكيتُ أنـــا
لاتسألوني كيف -هل- ولـــمــا
أنا إن بكيتُ بكيتُ عن وطنٍ
شَرِبَ الأسى وتجرعَ الألــمَـا
وطــنٌ هواهُ مُجدِِّفٌ بدمــي
أبكي عليــه متى نَبِستُ فمــَا
يا أيُها الوطنُ الجريـــحُ أمــا!
للجرحِ مــن طـــــبٍ لِيلتئما
ماحلّ فجرٌ وانجلى غـــسقٌ
إلّا عزفتُكَ في الضُـحى نغما
قسماً بمن رفعَ السمــا قسما
لن نعبــدَ الطاغوتَ والصنمَا
شنقوكَ أم ذبحوكَ يــا وطني
لن يُخضِعوكَ وقد نزفتَ دمـَــا
هــاهــم أمامكَ قد غدوا شيعــاً
يـتنفسون زفيـــرهــم حِــمــما
مـن بـاعَ للأغـرابِ فــلـــذتــهُ
يوماً سَيـنـحرُ صــدرهُ نــدمــا
-
شعر : ✍أديـــب بــادي