مجلة أقلام عربية(سهل ممتنع )جديد الشاعر الفلسطيني جواد يونس
سمر الرميمة
28 يناير, 2019
شعر
445 زيارة
سهل ممتنع
اَلشِّعرُ: السَّهلُ الممتنِعُ *** لا ما نحَتوا أو ما اقتَلعوا
والشاعرُ أَحَدٌ في ألفٍ *** ممَّن في نظمِهمُ برَعوا
اَلشاعِرُ نِصْفُ نبيٍّ إنْ *** راقبَ ما ينشرُهُ الورَعُ
توحى الأشعارُ إليهِ، وكم *** غبشٍ برُؤاهُ ينقشِعُ!
تفصِلهُ (إلّا) عن همَلٍ *** في أوديَةِ المُنكَرِ رتَعوا
ما قالَ سِوى ما يفعلُهُ *** فيهزُّ رؤوسَهم الْـ سمِعوا
يهجو فِرعَونَ بقافيةٍ *** أحبالَ السَّحرةِ تَبتَلِعُ
وإذا ما ماءٌ في فيهِ *** عن مدحِ الظالمِ يَمتنِعُ
لا يتْبعُهُ الغاوونَ، ولكِنْ مَن دربَ الحقِّ اتَّبَعوا
=====
هو وَحيٌ لا يأتي إلّا *** لحُداةٍ في عبقرَ خشَعوا
باركَ زيتونَتَهمُ ربٌّ *** في ظلِّ محبَّتهِ اجتَمعوا
قد يأتي راعيَ أغنامٍ *** وعَظيمُ القريةِ يستمِعُ
قد توحي بالشعرِ البَيداءُ ولا يوحيهُ المُنتجَعُ
قد لا يُوحيهِ (البيكيني) *** بلْ ثوبٌ أسودُ يُلتَفعُ
=====
لا تدري: كيفَ؟ وأينَ؟ متى؟ *** يأتيكَ الوَحيُ فتنصَرِعُ
وَتُدثِّرُ روحَكَ ألحانٌ *** والقلبُ يُزمِّلُهُ البَجَعُ
تأتينا القافيةُ قِيامًا *** وقُعودًا وإذا نضطجِعُ
تَقلو من سهِروا حتى الفجرِ، وتأتي من تعَبًا هجَعوا
ولكَم جاءت في نومٍ مَن *** يَصحو والرُّؤيا يرتجِعُ!
ما غابَت يومَ العملِ، ولا *** عادتَ لتُبارِكَها الجُمَعُ
قد توحيهِ الفَرحةُ حينًا *** ولكَم أوحاهُ لنا وجَعُ!
لم يَشدُ الشِّعرَ كما قلبٍ *** فيهِ نيرانٌ تندلِعُ
قد يرجعُ من بعد سنينٍ *** لا مثلَ صِحابٍ ما رجعوا
كم بركانٍ خمدَ قُرونًا *** والحُمَمُ بيومٍ تندفِعُ!
====
اَلشِّعرُ الإبداعُ لِصُوَرٍ *** لم يرَها قبلكَ من بَدَعوا
إن ذُمَّ المبتدعُ بدينٍ *** يُمدحْ في الشِّعرِ المُبتدِعُ
هو عسَلٌ يغرفُهُ فحلٌ *** من نهرٍ حاشا ينقطِعُ
إن أغرفْ قدَحًا منهُ فلا *** ينقُصْ نَهري بل يرتفعُ
وَتراهُ يأتيني طَوعًا *** وعلى المتشاعرِ يمتنِعُ
الظهران، 25.1.2019 جواد يونس