خسوف (رباعيات)
وما مسَّ التي أهوى خسوفُ * ولكن مسَّها خجلًا كسوفُ
بنفسي أفتدي بدرًا وشمسًا * بها جُمعا وما سقط النَّصيفُ
=====
ولو كانَ الخسوفُ منَ المصائِبْ * لغابَ البدرُ مُذ غابَ الحبايِبْ
وما طلعت علينا شمسُ يومٍ * به كَسفَ الأحبةُ والأقارِبْ
=====
منذ غبتم عن عيونِ الشَّغوفِ * وفؤادي في صلاة الخُسوفِ
فارجعوا لي يا عيونَ فؤادي * وأعيدوا بسمتي للحُروفِ
====
ما لي وحَلا القَمرِ الأحمَرْ * إن يخسفْ أو غابَ وأدبَرْ؟!
فحبيبي بدرٌ مؤتلقٌ * والوردُ بخدَّيهِ أزهَرْ
====
ما لي ولِلقمرِ الذي يُخسَفْ * وضياؤهُ قبلَ الضحى يُنسَفْ؟!
محبوبتي بدرٌ طَوالَ الشهرِ، ما * من غيرِ فرْطِ حيائها تُكسَفْ
=====
وأتى أباها وهْوَ مكسوفُ * فالراتبُ المنحوسُ مخسوفُ
لكن أبوها قال: ذا رجلٌ * وضميرُ من يردُدْهُ محذوفُ
=====
قالوا: لقد غاب لم يُشهد له ثمرُ * فقلت: لا تعجبوا، قد يَخسِفُ القمرُ
وتَكسِفُ الشمسُ … لكن بعد عودتِها * تمحو الظلامَ فلا يبقى لهُ أثرُ
=====
كُرِّمتمُ بالعقل كي لا تجهلوا * فلا تُصدِّقوا الذي لا يُعقلُ
وفكِّروا، وأخطِئوا، ولتسألوا * حتى الملاكُ ربَّهُ قد يسألُ
=====
إن سفيهٌ راحَ يفتي أقولُ * (حسبنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ)
لستُ أخشى من جموعِ الأعادي * بل جهالاتٍ (فتاها) جَهولُ
=====
كم أعدموا في موطني وطنِيّا! * والعُربُ كم سجنوا فتًى قومِيّا!
سفكوا دماءَ الياسمينِ وعطرَهُ * حتى بدا بدرُ الدُّجى دمويّا
====
مهما الظلامُ بأمَّتي عَصَفا * ستعودُ … ذا إيمانُ من عَرَفا
فالبدرُ يرجعُ للسطوعِ وإن * في ليلةٍ لَيلاءَ قد خَسَفا
====
كم طأطؤوا حتى رأيت نفوسَهم * ذلَّت لقومٍ يحفرونَ رُموسَهم
يا ليتَ أنْ هذا الخسوفَ مُؤبَّدٌ * كي يرفعَ العربُ القُحاحُ رؤوسَهم
====
يُخوِّفنا خسوفَ البدر، والأرضُ * بنا خُسفت وضاع المال والعرضُ
وصرنا فرجةً للناس قاطبةً * وقال الوغد: لمّا يبدأ العرضُ!
====
من فاتهُ لَيلًا خسوفُ البدرِ * سيرى نجومَ الليلِ عزَّ الظهرِ
ذا وعدُ كلِّ حكومةٍ عربيةٍ * لشبابِها، فاستبشِروا بالخيرِ
الظهران، 28.7.2018 جواد يونس