-
مدينة الآهات
كَبيرٌ ضنى بُعدي وحُبُّكَ أكْبرُ
وقُربُكَ منّي بلسَمٌ يتَقَطَّرُ
بعادُكَ أضناني وفي الروحِ قدْ بَنى
مدينةَ آهاتٍ بها الشوقُ يَزأَرُ
وليسَ خليُّ القلبِ مثلَ الذي بهِ
حنينٌ كَجَمْرِ النارِ في القلبِ يَسْعَرُ
نُحاولُ والأقدار لا سلطَةً لَنا
عليها وإنْ جارَتْ طويلاً سنصْبِرُ
عَشقتُ لَهيبَ الحُبِّ منكَ لأنّني
رأيتُ بهِ روحي بروحكَ تُصْهَرُ
أحبُّكَ لا أخشى جميعَ عَواذلي
ولو أنَّ عُذّالي منَ الرَملِ أكْثَرُ
أحبُّكَ بُستاناً من الورْدِ في دَمي
بكلِّ فصولِ العُمْرِ بالحُسنِ يَزهَرُ
أرى الحُبَّ للأحْرارِ ليسَ لغيرهِمْ
فلسْتُ أُبالي لَو بهِ اليومَ أجْهَرُ
مَحا الشوقُ كُلَّ الخوفَ منّي وإنْ أرى
بنا الحُبُّ منْ ليلى ومن قيسٍ اشْهَرُ
لأنّي رأيتُ القُربَ منكَ كَجَنّةٍ
لعُمْري وإنَّ العُمرَ لايَتَكَرّرُ
فَلو زرَعوا دَربي سيوفاً على الثَرى
على حَدِّها الماضي إليكَ سأعْبُرُ
-
الشاعرة : رنا رضوان – سوريا