ما زلتُ في فلَك القريض أدورُ
والنّجمُ غابَ،وصفّق الدّيجورُ
ما زلتُ أشربُ من سُلافة من مضى
والماءُ من كفّ(الخليل) طهُورُ
أين المُهلهلُ كي يُعلّم ناظمًا
عشقَ القصيدَ،وخانهُ التّعبيرُ
فأتى ببحرٍ قد تجمّد ماؤهُ
وأتى ببيتٍ ليسَ فيه مُنيرٌ؟
يا من أتى للشّعر يخطبُ وُدّه
مهلًا،رُويدك فالقريضُ بُحورٌ
ما ينفعُ المجدافُ إنْ بحرٌ طمَا؟
فالفُلك وهنٌ،والعُبابُ جَسُورٌ
الشّعرُ نهرٌ بالمشاعرِ زاخرٌ
ولهُ القوافي ضفّةٌ وهديرٌ
الشّعرُ روضٌ قد تورّق بالحيَا
فالطّيرُ تشدُو،والظّلالُ كثيرٌ
الشّعرُ ليس النّظمُ: هذا مُخصبٌ
والنّظمُ قفرٌ،بالخيال فقيرٌ
ما تنفعُ الأزهارُ دُونَ رحيقها
ما طارَ طيرٌ والجناحُ كسيرٌ
شتّانَ في فنّ القصيدة ناظمٌ
رصَفَ الحُروفَ،وشاعرٌ نِحْريرٌ
يا شاعِرًا ما زالَ يجهلُ فنّهُ
طَالِعْ،فوَبْلُ الأوّلين غزيرٌ
وافقَهْ عُيوبَ الشّعر تنسُجْ بُردةً
إنّ التّكلّفَ في القريض عسيرٌ
واشربْ من الشّعر القديم سُلافَةً
ودعِ الفرزدقَ إنْ هجاهُ جريرٌ
هذا زمانٌ قد تخنّث،واخْتفى
أُمراؤهُ،والشّعرُ فيه شعيرٌ
فَاجعلْ لنفسك أن تُرمّم ما هوى
إنّ الأصالةَ للقصيد عبيرٌ
-
بقلمي: عبد العالي لقدوعي،من الجزائر.
-
المنيعة(جنوب الجزائر) في 22 تشرين الثّاني 2017