نازحون وعاتيات /شعر : د. أحلام الحسن

téléchargement

  • نازحون وعاتيات

نازحونَ اليومَ أغصانُ الدّيارِ
عانقوا الموتَ بلونِ الإحمرارِ

أُمّةُ العُربِ كأطلالٍ رجعنا
كيف تبغونَ لهم ذلَّ الدّمارِ

أُغمضتْ عينٌ فما عادت تراهمْ
أعظمُ الجرحِ هُنا وسطَ الدّيارِ

طالبوهمْ بنزوحٍ لم ينالوا
غيرَ تشريدٍِ وبردٍ بالبراري

كم سرت نارُ التّجافي والمخازي 
جفوَةُ الأهل وموتُ الإحتضارِ

يُرعشُ الأجسامَ من لفظِ الشّفاهِ
بين حرّ ٍ وجليدٍ وانصهارِ

عيشةً ضاقت مَرارًا أرعبتهمْ 
من فعالٍ أُلبست ثوبَ الدّمارِ

وعيُونٌ ظُلمتْ سهدًا تنامت 
ضرّها السّهدُ وهمُّ الإنكسارِ

وقلوبٌ بصبابٍ كم تجارت 
بدموعٍ غالياتُ الإنحدارِ

ونساءٌ مُثكلاتٌ ناحباتٌ 
في صحارٍ دون عونٍ للقرارِ

ألفَ رُعبٍ في همومٍ ضارماتٍ 
في مرارٍ وحريقٍ كالجمارِ

وطنٌ قد غادروهُ من عناءٍ 
رَحَلَ الأحبابُ عنهم بالصّغارِ

كيف ينعى الموتُ ينبوعَ حياةٍ 
في احتضارٍ وانتظارٍ واستعارِ

في عراءٍ وبحورٍ والتياعٍ
شَُربَ الحُزنُ بصمتِ الإصطبارِ

دونَ أمنٍ دونَ رزقٍ كم رجوهُ
دونَ فَرشٍ دونَ دفء الإدّثارِ

لم يزالوا بشرًا تلك الضّحايا 
ياضميرًا صارَ رهنَ الإحتضار ِ

ورصيدًا باسمهم هل هم رأؤهُ 
ولهم جوعٌ وسُقمٌ في البراري

قِطَعُ الليلِ استهلّتْ بافتتانٍ 
كم عُصاةٍ رفضوا رأيَ القرار ِ

قد نسوا أمْنًا لشعبٍ وبلادٍ
وعدوًّا خلف ظهرٍ كم يماري

كم شربنا سُمّهُ راضينَ حتّى
سُلبتْ أوطانُنا وضحَ النّهارِ

قد أضعنا بعضنا بعضًا عنادًا
ورجعنا فكرَ جهلٍ في الغبارِ

  • شعر : د . أحلام الحسن 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً