في اليوم العالمي للّغة العربية
- نداءٌ من لُغَتِنا
سَأُرسِلُ شوقيَ المَملوءَ طِيبا
إلى العُشّاقِ إذ هَجَرُوا الحبيبا
أنا لغةُ (الكتابِ) بِمِلءِ صوتي
أناديكم ، فهل ألقى مُجِيبا ؟
أنا لغةُ النّبيِّ إذا أتاكم
بِجُندِ (الضّادِ ) سُلطاناً خطيبا
فما بالُ الشّبابِ لقد قَلُوني
أصارت سِيرَتي ذِكراً مُعِيبا ؟
أصارت لَكنَةٌ عَرجاءُ فخراً
فَأُنسَى اليومَ نسياناً عجيبا
لَعَمري إنّ مَحفلَكُم تهاوى
إلى القِيعانِ مُنكسِراً مُخِيبا
لماذا الزّيفُ يَغزُوكم بَنِيَّ
فأسمعُ مِنكُمُ لفظاً غريبا
و يلثغُ جُلُّ مَعشَرِكُم جَهَاراً
و يَعشَقُ بعضُكُم نطقاً مُرِيبا
كأنّ صِبايَ لم يُعجِب فَتَاكُم
فيهجُرُني لِيعتَنِقَ المَشِيبا
فَمِنّي صارَ جاهِلُكُم عليماً
و باتَ غلامُ قريتِكُم لَبِيبا
كَسَوتُ كلامَكم ثوباً سَلِيطاً
وقالَ لسانُكُم قولاً مُصِيبا
سَقَيتُ الجِيلَ مِن لَبَنٍ بليغٍ
كَطِفلِ المَهدِ إذ يُسقَى الحليبا
فَعُودوا صَوبَ مَعقِلِكُم سريعاً
لعلّ الرُّشدَ يَلقَاكُم قريبا
وَ هَاتُوا مِن دِلاءِ الفُصحِ هاتُوا
عسى الغُرفاتُ تَبتَلِعُ اللّهِيبا
و إن طالَت ليالي اللّثغِ دَهراً
فَفَجرُ ( الضّادِ )قد رَفَضَ المَغِيبا
- شعر : عبد السلام فايز – فلسطين