كمن تساقطَ أوجاعا وجوعَ قُرَى
تعبتُ يا عمُّ -تباً- لا تقل سنرى
رواقُ قلبي ركامٌ من سيجمعهُ
يا غارةَ الله قلبي ضاقَ وانفجرا
والقاطنونَ جواري يغلقونَ فمي
بخوفِهم, كيف أتلو سورةَ الفقرا!
والناي يا نايُ -مهلا- هل ستعزفُني?!
أوتارُ لحمي نشازٌ والكتابُ هُرا
هناك من زحمةِ الألوانِ قدتُ عمىً
لأذرفَ الشعر ملحاً كلما انهمرا
وكلما عدتُ للتاريخِ منصرفاً
تشكلوا خلف سوري الشعرٌ والشعرا
دعني أيا سقمَ الأشتاتِ خلتُ دمي
وردا ويا سوءَ نبضي كلما انصهرا
لا وقتَ لي خلفَ هذا البابِ لا رجعتْ
بنتُ الجفافِ ولا من حجّ واعتمرا
وغرتُ حتى كووني بالهروب وما
نهرتُ نفسا أنا روحٌ (كغار حرا)
هناك من قلقِ الأجداثِ شاورني
الغيتارُ كي أجد الناياتَ لا الوترا
ولن يمرّ غنائي من صداهُ ولن
يعاشرَ الخبزُ أمعائي ولو حُشرا
موتى من الريفِ لا شيخٌ يرتلهم
ولم أجدْ للبكا ثكلى ولا خُبراء
ولم أجد لليتامى العالقين يداً
تضمهم لم أجد أماً ولا (عُمَرا)
أظن أن الذي شقَّ الدموعَ لهُ
روحٌ يواري جفافَ الجسمِ والسُفرا
يقولُ لي النصُ والمذياعُ ما خبرُ
الأيامِ كم أكرهُ المذياعَ والخَبرا
وكم ألومُ مساءاتي وتنزفُني
شعرا وكم سِلتُ في أسمالِها صورا
لي الرصيفُ (وأوراقُ الشذابِ) ولا
قمحٌ سيهرقُ من محراثي المطرا
وللجفافِ بيوتٌ سوفَ أقطنُها
كذلك القحطُ من زواري السُفراءْ
كبرتُ عن فكرتي شيئا وصغّرني
طفلُ الربيعِ ولا أدري متى كَبُرا
واصطادني في سمائي رغمَ أجنحتي
وما رماني فتىً إلا ليشتهرا
-
شعر : مازن الطلقي – اليمن
-
29 أبريل 2019