- هذيان في طريق الحلم
- شعر : محمد ناصر السعيدي – اليمن .
جنونُكِ يعنيني و إن كانَ لا يعني
و حبُّكِ لا يغني و إن خلتِهِ يغني
و هل أنا إلّا في هواكِ قصيدةٌ
و ما أنتِ إلّا مسحةُ السحرِ في فنّي
ظمئنا كثيراً و التي جفَّ ماؤها
أقامَ لديها الصّيفُ ينهالُ بالمُزنِ
و كانت على خوفٍ يؤرّقها الأسى
تنادي على الأشهادِ : حيّا على الحُزنِ
و شعبٌ وراءَ البابِ يهذي بحسرةٍ :
ترى أينَ مَن يذري ؟ ترى أينَ مَن يجني ؟
لعلَّ بذارَ الغيمِ يزهرُ في الرُّبا
و تشرقُ شمسُ النّصرِ من آخرِ المتنِ
و تستيقظُ الآمالُ و الحقُّ ينجلي
و يسطعُ ضوءُ الفجرِ من ظلمةِ السّجنِ
حلمنا طويلاً و الليالي عصيَّةٌ
على حلمِنا الموعودِ في جنّتي عدنِ
و ساءَ بنا ظنُّ النّجومِ و آهةٌ
تواري سنينَ العمرِ بالوهمِ و الظَّنِ
نغنّي إذا ما النّايُ هزَّتهُ لهفةٌ
إلى صوتِ فيروزٍ فنلحنُ باللحنِ
و عصفورةٌ بالقربِ منَّا شجيّةٌ
تطوفُ حوالينا تنوحُ على غصنِ
تحاصرُنا بينَ الرّزايا سياسةٌ
ظلاميّةُ الأشكالِ و الحجمِ و الوزنِ
معاولُها .. حزبيّةٌ .. مذهبيّةٌ
تمزّقُ وجهَ الصُّبحِ بالسَّبِّ و الطعنِ
تمنُّ علينا أنّنا رغمَ موتِنا
بقينا على قيدِ المخافةِ و الأمنِ
بقينا نصدُّ الرّيحَ عن وجهِ أرضِنِا
و نسقيكِ من أرواحنا يا ابنةَ الحسنِ
_________________________
محمد ناصر السعيدي
2017.10.18 م