(وبقيتَ وحدك) للشاعرة: د.ريم سليمان الخش – سوريا

#_وبقيتَ_وحدك
.
وبقيتَ وحدك في الطريق تسائلُ
هل للجريح معابرٌ ومداخلُ
.
أم أُطبقَ الأفقُ البهيُ فلم تعدْ
عيناك يُمتعها الجمالُ الرافلُ
.
تلقيك في شبق التلظيَ محنةٌ
ويضاجع الآمالَ ظلمٌ عادلُ!
.
هاجرت حيث الريح ألقت حملها
ومواجع الأيام منك حواملُ
.
يعلو على ملح الرغيف توجعٌ
وبه من الفقْد اللئيم جحافلُ
.
يلقيك نعلك في سرابٍ ساخرٍ
لكنّ قلبك مايزالُ يحاولُ
.
لكنّ دمعك مغدقٌ في فيضه
يروي الطريقَ وللسحاب يغازلُ
.
ورسمت للأحلام باب حديقة
لكن بابك عن دروبك سائلُ
.
في جرح قلبك وردة جوريةٌ
ولأجل ورد القلب ليلك زائلُ
***
أمي يُكبلني البعاد بحسرتي
أبكي وتشْرِقُ بالحنين رسائلُ
.
أمي ولهفة خافقي لو أرتوي
وتضم وجهك في الخيال أناملُ
.
أمي بلوحتيَ اضطرامٌ موغلٌ
يعوي اشتياقيَ والأنام غوافلُ
.
هي لوحة الزمكان يرسم عجزنا
ويمجُها الألوان ليلٌ كاحلُ
.
وعذاب أهليَ قد طغى في كنهها
ومشتْ بأوجاع القلوب جداول
.
ومقيدٌ في قعر قهريَ ساقني
نحو التغرب مدفعٌ وزلازلُ
.
أنا آخر الأوجاع قربان الوغى
تعتاش من جسدي الهزيل جحافل
.
في مهجتي بنت الغزاة عروشها
لعبت على رأسي القتيل قبائلُ
.
ومرنحٌ في الصفر أجمعُ لقمتي
متوغلا في اللاوجود أناضلُ
***
أنا لعبة الغربان بيدق مجدها
زيتٌ انا وذخائرٌ ومعاملُ
.
زيتٌ وأبقى بالشتاء مجمدا
ودمي وقودٌ للمداخن شاعلُ
.
زيتٌ ولكنّ المجاعة قسمتي
ترف الكبار على الجياع مقاصلُ
.
غرْنيكَ يارسامها لم تكتمل!
مازال موت صارخٌ يتماثلُ
.
مازال حيتان البحار بغيّهم
سيقت على شرف اللئام عوائل
.
مازال لون الدمع لون عيوننا
مازال حزنٌ قائمٌ يتآكلُ
.
مازال في الأفق المطل حمامة
ذُبحتْ فهاجرت القلوبَ بلابلُ
.
وهبوب ريح الظلم تُطفئ شمعنا
فيُغالبُ الألوانَ لونٌ ناحلُ
.
د.ريم سليمان الخش
غرنيكا: لوحة الحرب الشهيرة لبيكاسو

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً