ولأنَّهُ رَسَم الدَفَاتر،
حَالماً بالضوءِ،
نمتُ على حَشَائشِ فِكْرِهِ
ضَمَّتْهُ أحضَانُ الكًَلام،
وأنْبَتَتْ في دَاخلي قَمَرا يَشُعُ بنُورهِ
أعلو فَيَسقطُ ، ثُمَّ يَعلو قَاطفاً مَعناي
أسقًُطُ في مَتاهةِ بَحرهِِ
يَبكي فأضحكُ،
حَالةٌ نَفسيّةٌ هَذي،
وإيحاءٌ لشدَّةِ صَبرهِ
يَمشي بأقدامي فيتعبُ،
مَاشياً بيديهِ أتعبُ، حين سَرتُ لحبرهِِ
يَصحو مَسايَ،
مَساهُ لايَصحو،
كَمِ انتَظَرَتْ نهَاياتي بداية فَجرهِ
أُصغي لإسلوبِ الحَداثة،
يَدفنُ القَاموسَ،
تَسعى المفرداتُ لحَفرهِ
الشَارعُ اللغويُّ يَنظرُ للبُيوتِ،
لعَجزهَا
أعمَى أسَيرُ لصَدرهِ
ِ
الأبجَديّةُ لا تَراهُ،
ولا أرى إلّا مَلامحَ نُقطَتينِ بشعرهِ
تَاريخهُ لَمَّا تَبَخّرَ صَوتهُُ
ألقى بأصداءِ الزمان لجَمرهِ
فَتَحَ الحُروفَ،
وحينَ شًَدَّ قَصائدي ليَضُمَّهَا
همَّ السكونَ لكًسرهِِ
نادى( رَهينُ لمحبسينِ )
أجابهُ التمثَالُ،
رأسي غَارقٌ في سَطرهِ
وَرَمى( ابن نَخلةَ)
وَهوَ أوّلُ طَائرٍ جَابَ العُصورِ،
رَمى بأسهمِ عَصرهِ
لَمّا رأى ( بُودلير) أظهَرَ زَهرة للشَرِّ
أخفى الشرّ داخلَ زَهرهِ
نَادى القراءةَ والكتابة،
إنَّ ( دُونكيشُوت) مَصلوبٌ بواقعِ دَهرهِ
الشعرُ تَاريخُ العُروبةِ،
رُبَّما دَفنوهُ-
لَكنّي أعيشُ بقبرهِ
- محمود العكاد- اليمن