-
ولا يكفي الكلام
دمشقُ بناي الدّهرِ لحنٌ جميلُ
على وقْعِهِ الآتي سرورًا يميلُ
وفيهِ على الأغصانِ تشدو حمائمٌ
وتركضُ في ساحِ المعاركِ خيلُ
فمَنْ جاءها يرجو السّلامَ مكرَّمٌ
ومَنْ أوقدَ النّيرانَ فيها ذليلُ
هيَ الدّفءُ في جوفِ الشّتاءِ وإنّها
لنا في حريقِ الصّيفِ ظلٌّ ظليلُ
تزيّنُ بستانَ الحياةِ بوردِها
ومنهُ ثعابينَ الضّلالِ تُزيلُ
نسيمُ هناءاتٍ وصفوٍ نسيمُها
يهبُّ فيشفى فيهِ صدرٌ عليلُ
لها المجدُ نشوانًا يطلُّ بوجهِهِ
وفوق روابيها الجفافُ قتيلُ
دمشقُ ولا يكفي الكلامُ جميعُهُ
فإنّ كثيرَ القولِ فيكِ قليلُ
-
القس جوزيف إيليا
١٨ – ١ – ٢٠١٨