آخرُ العطر..
وأجيءُ ظلاً متقناً وسرابا
وأمد رجفةَ غربتي أسبابا
وأطيلُ في الحزن اللذيذ كآبتي
لأكون في مهد الغياب غيابا
آنستُ من عين المدينة زلةً
لكأن وجهكَ يرتدي الإسهابا
لكأن عينك قد تراخت مثلما
غيمٍ تحدرَ واشتهى الإعقابا
لكأن موجك يعتريني رملةً
بيضاءَ تشهق ظلمةً وضبابا
آنست دربك حيث كان بأدمعٍ
هطلت على شوقٍ حواك كتابا
وتسربت في باب روحي فزعةٌ
قالت : وسمعُ الرعشتين تصابى
أزهرت ُ كي أعفو وأطلقُ للندى
عطراً تعثر في يديّ وتابا
وجعلتُ أُمسِكُ وجه كل مسافرٍ
فعسى أَرَاكَ وألتقيكَ جوابا
وبقيت حيرى مثل كل قصيدةٍ
دلفتْ عليَّ مواسماً وعتابا
كانت على وجلٍ تعانق خطوتي
عينانِ تغزل للقاء ثيابا
وتفرعت في كل نشوةِ غائبٍ
أحلامُ قربٍ أغلقَ الأبوابَا
مسيرة
اليمن