و لِي في الشّعرِ وصفة / * الشاعرة : سعیدة باش طبجي – تونس
ياسين عرعار ( أبو سجى )
19 أغسطس, 2018
شعر
584 زيارة

و لِي في الشّعرِ وصفة
أنَا العَنقاءُ فِي هَامِ التّلَالِ
تُحَلِّقُ صَبوَتِي فَوقَ الأَعَالِي
أنَا العَنقَاءُ هَبَّت مِن رَمَادٍ
لتزرَعَ جَذوَةً عَبرَ الجبالِ
وَ قَد رَضَعَت ثُدِيَّ المُزنِ شِعرًا
و شَهدَ العِشقِ مِن ثَغرِ الدَّوالِي
أنا أُنثَی القَوافِي والأقاصِي
أنا الحَرفُ المُعَمّدُ بالجَمَالِ
تَفتَّقَ خَافِقِي و زهَا وَرِیدِي
و مَاهَ النَّبضُ بالسِّحرِ الحَلالِ
و عَرَّشَ فِي جَناحِي زَهرُ فُلٍّ
و نَضَّدتُ الأزَاهِرَ في السِّلَالِ
و طِرتُ بِها عَلی کتفِ الرَّوابِي
وَ عَبرَ المَوجِ ..فوقَ ذُرَی التِّلالِ
لِأَنثُرَ في المَدَی عِطرِي و شِعرِي
و أُدرِکَ بالشَّذا عَرشَ الهِلالِ
کَأنِّي مَا عَرَفتُ صَقیعَ رَمسٍ
و ما خَطر الرَّدَی یَومًا بِبَالِي
وَ مَا حُنّطتُ یَومًا فِي رُفوفٍ
مِنَ البَردِ المُدَثّرِ بالزّوالِ
وَ مَا احتَرَقَت ضُلُوعِي من لَظَاهَا
و ما عَرَف الطَّوَی ذُلَّ السُّٶالِ
وَ فِي جُرفِ المَهَاوِي مَا رَشَفنَا
أنا و النّبضُ مِن عَتمِ اللّیالِي
وَ فِي الأَغلاَلِ یَومًا مَا رَسَفنَا
بِقَبوِ العُقمِ فِي خُسرِ الماؔلِ
***********
أُنادیکُم عَلَی دَربِ التَّهاوِي
و أغلالُ الأسَی تغتَالُ حَالِي
و مُرُّ الحُزنِ یَثوِي فِي شِغَافِي
و یَنخَرُنِي بِما فَوقَ احتِمالِي
و یَغرِسُ في أخادِیدِي جِراحًا
مِن الکَونِ المُدَجَّجِ بالنّبالِ
أنَا أنثَی سُطُوري نازِفَاتٌ
و جُرحِي قُدَّ مِن قَهرِ الرّجالِ
بِکَونٍ یَزدَرِي عِشقي و شِعرِي
و یَرمِینِي علی رَفِّ الضَّلالِ
و لَکِنِّي عَلَی الأوجاعِ أربُو
و باللّیلِ المُعَتّمِ لا أُبَالِي
فَفِي الأضلاعِِ یَغفُو مَرجُ نورٍ
وَ لَو عَتَمَت بأَفیَائِي اللَّیَالِي
وَ لِي فِي العِشقِ وَصفَةُ عَندَلیبٍ
یَصُوغُ الکونَ لَحنًا مِن وِصالِ
و یَنسِجُ للمَدَی بُردًا قَشیبًا
و یَنثُرُ للصّدَی نَجوَی ابتِهَالِ
یُذِیبُ الکَونَ في حَرفٍ بدیعٍ
و یَصقُل بالهَوَی قلبَ اللَّاؔلِي
یَتُوقُ إلی مَدَائنَ مِن عَبیرٍ
سدَاها الطُّهرُ في بُردِ الجَلالِ
یَتُوقُ إلی قوافٍ من حَریرٍ
قطوفٍ دَانِیاتٍ للنَّوالِ
و عِشقٍ مائِزٍ یَحبُو وَریدِي
بِحَرفٍ ماتِعٍ فوقَ الخَیالِ
و إحسَاسٍ مِن الشّهدِ المُصَفَّی
شفیفٍ مُرهَفٍ مثلَ الزُّلالِ
یفِیضُ بِنبضَتِي إشراق عشقٍ
یُعَمِّدُها بِلا جاهٍ و مالِ
یُذِیبُ جَوارِحِي فِي دنِّ نُورٍ
بلا عَذَلً ولا هَرَجِ الجِدالِ
فنَبضِي سِندِبادٌ للقَوافِي
یَصِیدُ الدُّرَّ مِن جُزُرِ المُحَالِ
و حَرفِي یَمتَطِي صَهواتِ عِشقِي
و یَرحَلُ في حُبَیبَاتِ الجَمالِ
لَعَلِّي ذَاتَ فَجرٍ من قَصیدٍ
أرَی شِعري عَلی ثَغرِ الدَّوالِي
عَصیرًا مِن جَنَی شَهدٍ قَطیفٍ
و بَاقاتٍ تُنضَّدُ فِي السِّلَالِ
فأَمطِر یا مِدَادي ..جُد بمُزنٍ
لِنَسقي الرّوحَ من سِحر المَقالِ
فَقَد طالَ السُّباتُ ایَا حُرُوفِي
عَلَی رَفِّ التَّکَلُّسِ و الهُزالِ.
* الشاعرة : سعیدة باش طبجي – تونس