- يا هند
يا هِنْدُ لاحَتْ أنْجُمٌ وقِبَاب ُ
المَجْدُ يُرْوىْ والخُنُوعُ يُعَابُ
هلْ كانَ في التّاريخِِ غير صَهَيْلنَا
أمْ هلْ تنَاسَتْ عِرْقهَا الأعْرَابُ
يُا أيُّهَا الوَطَنُ الكَبير بِمَجْدِهِ
كم ْعَاثَ فوْق َترَابكَ الأذْنابُ
يا مُقْلة بالسّهد ترْمُقُ حلمها
طالَ النّوى ْوالأمْنيَاتُ سَرَابُ
وقريشُ مَا زَالتْ تُعَاقرُ جَهْلَهَا
ياهنْدُ ضَاعَتْ بيْننا الأنْسَابُ
يا هنْدُ مَلّ الصّبر ُ من ْخيْبَاتنَا
وتَحَالفَت ْمن ْحَوْلِنَا الأغْرَابُ
ما عاد َللبُوح المُسَافِر وجْهَةٌ
ضاقَ المَدَىْ وَتبَاعدَ الأحْبَابُ
“ودمَشْقُ”مازالت ْتُرَاقبُ وجْهَهَا
والدّمع ُ من ْوجَنَاتهَا يَنْسَابُ
هلا رأيتِ الشّامَ يَا ابْنَةَ مَالكٍ
مُذْ جَفَّ في ْأحْداقِهَا العُنّاب ُ
” وأزال ” إذ شَابَ الأنِيْنُ بصدرها
وتَقَطّعتْ منْ حوْلِها الأسْبَابُ
بغْدادُ يا وَجَع َالعُرُوْبة كُلّمَا
نَادَيْتُ فَاحَتْ بالشّذا الأطْيَابُ
وَهَزَزْتُ جِذعَ الشّعْرِ ليس بوسعه
إلا يَبُثُّ حنينهُ ” السيابُ “
هلا سألتِ القُدْسَ يَا بْنَةَ مَالِكٍ
إذ أُغْلِقَتْ مِنْ حُوْلِهَا الأبْوَابُ
عنْ لَيْلَةِ الإسْراء كيفَ تَلحّفََتْ
بالنّورِ أسْوَارٌ لهَا وَقِبَابُ
عَنْ رَوْعَة ِالتّارِيْخ ِوالألق الذي
تَخْتَالُ في زَهْوٍ بهِ الأحْقَابُ
ضَجّتْ مِنَ التّسْويفِ أحلامُ الكرى
و القدسُ تنأى والدروبُ ضَبَابُ
وَجَنَائِزُ المُوْتَى يَعِجُّ بِهَا المَدَى
وتلفُّ حول رقابنا الأطْنَابُ
منْ ذا الذي يرجى وقد عزَّ الرّجَا
والليل ُداجٍ والحنينُ عتابُ
ما أجْمَل الأحْلام حينَ تحَفّنا
برذاذها والأمْنياتُ خِصَابُ
ــــــــــــــــــــــــــ
- محمد ناصر شيخ
أكتوبر 2016