مشيخة مواقع التواصل الإجتماعي

 

لا ريب أن سيل المواقع الاجتماعية فيه من التراهات والتافاهات ما فيه،وفيه أيضاً من الجد والإيجابيات، وحري باللبيب انتقاء ما يليق به، والغريب والإشكال القائم؛ في التنازع والجدل المفتعل للأخذ في الأعراض والتنابذ من حاملي لقب المشيخة أو المتطفلين على سوشل ميديا.وحال الواقع يشن الحرب على اثنين لا ثالتة لهما: الدين والمرأة وهم برائ منهم برائة الذئب من دم يوسف.

 

 

في بادئ الأمر و بيت القصيد هاهنا هو استرزاق بعض ممن يدعون أنفسهم مشايخ أو دكاترة وغيرها من مجالات مختلفة،قد لا يجدوا ما ينشوا به على غنمهم سوى بالتطاول على مقدسات الإسلام وثوابته والتحريض على المرأة ،وكما هو معلوم أن الحظ الوافر للدين الإسلامي لأنه جدار قصير لكل من هب ودب، يعد وجهة للعاكف على الربح والشهرة من سوشيال ميديا،وقِبلة لمن لهم حسابات شخصية أو عقدية أو نفسية يلجؤون للنيل من مقدساته،أو الشتم في علمائه ونعتهم بأقبح الألفاظ،ناهيك عن أمر الفتيا الذي هولوا من الأخذ فيه علمائنا الأفاضل وأنكروا عن الخوض فيه. باعتبار أن المفتي نائب عن الخالق سبحانه،ويرجع أمرها إلى أهل الاختصاص،وأما الإفتاء على الملء دونما استحقاق ولا أهلية فهو اعتداء في حق الغير،وشيء غير مرغوب فيه ولا يحمد عقباه ويؤدي بالفتنة،وأمر الفتنة نهى عنه الحق سبحانه حيث قال” والفتنة أشد من القتل” وذلك لخطورته .فما بالك بدس الفتنة بين المسلمين والأخذ في أعراضهم.وقد كثر اللغط والقيل والقال وأصبح الكل يفتي ويحاضر وينصح لأنه وكما نعلم جميعاً أنه لا حاكم ولا سلطان يقيد رقابة الميديا ،وبذا فالأمر زاد عن حده ليبلغ ما بلغه في الآونة الأخيرة ،فهذا يذم في الأذان وينال من مقدسات الإسلام ،وذاك يأخذ في عرض العلماء.

ومنه أذكر بعض ضوابط المرخص لهم بالفتيا :

_أن تتحقق فيه شروط المفتي

_عدم التعصب لمذهب ما أو للأفراد أو للآراء

_عدم الاقتصار على ظاهر النص فقط وإنما العمل بروحه ومقاصده

_وعدم المبالغة والغلو في التسهيل والتيسير،والأخذ بالاعتدال.

 

أما محاولة النيل من المرأة وإسقاط الأحكام عليها ما أنزل الله بها من سلطان،فهو ظلم

في حقها والذي يتحامل بكلامه عليها ويقبر أحلامها وظروفها في مقبرة النسيان لأنه أراد الشهرة بذلك فهو متآمر عليها بحملات شتى ليشن وينشب الحرب بين المرأة العاملة والرجل كالنائرة.وذلك بدس السم وتنفيرهم منها وعدم أخذها كشريكة وينهى عن ذلك ويكأنه الرسول المبعث،وما عبثهم هذا بقائم على النقد البناء والجدل الباعث على المناظرة القييمة التي تفسح المجال للآراء الأخرى والخروج بحلول ،وما فعلهم إلا خوفاً من مكانتها واقتحام أدوارا لم يقدروا على التألق فيها،ولذلك نجد أن فئة الإناث تنم روحهم على العمل الجاد والاجتهاد والانضباط وعدم التواكل على غرار بعضا من الشرذمة المقتصرة على كسب الوالدين وأكل لقمة العيش دون عناء..فإذا وجدت لوائح المباراة تعج بهن فاعلم أن ذلك من اجتهادهن وتألقهم وعدم تماطلهن و الاعتماد على أنفسهن..فكل منهن لها مآربها الخاصة من ظروف وغيرها مما تجعلها تجتهد أكثر وأكثر،ليس لإثبات ذاتها فحسب وإنما الحاجة هي التي تستدعي الطلب والكد والسعي لا التواكل والخروج بإشعارات ناكرة ماكرة .

وهذه تعد أحكام قيمة وأحكام جاهزة في حق المرأة العاملة ،واللإسلام نهى عن سوء الظن وعدم الأخذ في الأعراض وفيه كما قال سبحانه:

(الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).

 

 

فمن له ذغائن أو مكائد لجهات معينة سواء أشخاص أو أو مؤسسات أو أحزاب معينة أو أفكار يريد الترويج لها،لامتداد شهرته وشعبيته على أرضية المواقع فلا يجعل المرأة والدين كبش الفداء،يتفنن بمكره في نحرهم كيفما شاء هواه ومآربه الشخصية.

“وليعلم العجاف أن الدين ليس قوتا للكسب على ظهره بالطعن فيه وفي مقدساته وأن أرضيتهم السبخة لا تنبت و بمعنى آخر بنيتهم التحتية هزيلة وعمرها قصير،فلا تحدث جدلا وهوة بين أفراد المجتمع من أجل الأنا والدينار ،وقدأصاب الكاتب

عندما قال أن العرب ظاهرة صوتية،و بدل أن نفتعل الثغرات ونخلق الفتنة والجدل القائم على نزوة أو نزعات شخصية، نصنع عوض ذلك رؤية منهجية وفكرية تساهم في نهضة المجتمع.

وليعلم من كانت شهرته بالحديث _عن المرأة_ أو التحريض عليها؛ فهو مدين لها وبذا فهو تحت إمرتها،إذ لم يجد طريقا للكسب سواها،فارْكن إلى نفسك عاكفا عليها،ونأى عن التقوقع داخل الأنساق النسوية،لكي لاتظل زحانفك عالقة بعنقك،وامدد بصرك إلى الأنساق الفكرية ،ولا تُقبِر نفسك عن التغيير وجاهد فيها عن تخطي رتابة العيش المشيخي القائم على الكسب والشهرة”.

أما الذي يشن هجمات شيطانية على مقدسات دينه،اقول أن هناك الكثيرمن المواضيع الفكرية والثقافية التي يمكن مناقشتها وتحريك آلة المكر تلك والأخذ والرد والمشادات التي لا طائل منها.باستعمال بدائل لها في البحث والتنقيب فيما ينفع الأمة.

لماذا ينبطح الناس إلى أديان الآخرين ويقدم لهم الاحترام والتقدير ولا يحترم دينه..إذ يظهر لهم التودد ويتحدث بلسانهم.

إذ ينبغي ترك الأكل في الأعراض وتقديس شعائر الإسلام وعدم المساس بها أو الخوض في ثوابتها،فلا عجب إن هم تطاولوا في مقدساتهم فما بالك بالمرأة إذ يشن كل متآمر عليها وقد جعلت نواة المجتمع،واجعل كسبك في منأى عنها لتتم لك القوامة بالفكر والموضوعية لا بالإشارة إلى المرأة والتحامل عليها واستنزاف طاقتك في جمع الموريدين.

 

 

شاهد أيضاً

ربما اتسعت بلاد لي

……….*ربما اتسعت بلادٌ لي*………. كان الوقت متأخراً ، عندما دقت الساعة لتعلن الرابعة فجراً . …