- _ تُعاتبُ القلبَ _
تُعـاتِـبُ الـقَـلْـبَ عَـنْ مـاضٍ بلا آتِ
وَهـيَ الَّـتي طَـوَّقَتْ عِـشقي بِـلاءاتِ
حـينَ اقْـتَـرَبتُ بِأَخـلاقٍ جُـبِلـتُ بـهـا
أَعطَيتُ عَهداً يُشِعُّ الصِـدقَ مِن ذاتي
ورُحتُ أَنحَتُ قَصرَالحـلمِ في شَغَـفٍ
والنَـبـعُ يَشـهَـدُ فـي الـلُـقيا وأَيـكــاتي
ثُـمَّ انــسَجَمـنا وكُـنّا مـنْ مـشـاعــرنا
نُحـيي القـلوبَ وعـشـنا في الـمـلذاتِ
حتّى انصَهَرنا وكانَ الشوقُ يحرِقُني
إنْ غِـبـتِ عَـنّي قـلـيلاً أَو لِـساعــاتِ
كـانَـتْ عـيـونُـكِ تُـغـني كُـلَّ قافـيـتي
وَمـوضِـعُ العِقـدِ يَنـدى في سِجالاتي
وَحُسنُ وَجهَكِ فـوقَ الشَمـسِ أَرسمُهُ
كـيـمـا يَعـودَ كـدِفْءٍ في مـسـاحـاتي
غـيـومُ بُعـدَكِ جـاءتْ دونَ مـوعِــدةٍ
كَــوخـزِ شـــوكٍ بِــلَـيــلٍ زادَ أَنّـاتـي
وَصارَ بَوحُكِ مثلَ الصخرِ يَرْجِمُني
وَيَعـصِـرُ القـلبَ كي تَعـلو مَـشَقّـاتي
فَسـرتُ وحـديَ والشكوى تُزاحِـمُني
سَيـانَ عـنديَ صُبـحي أَو مَـسـاءاتي
وَرُحتُ أَبحثُ في الأَفـلاجِ عَـن لُغَةٍ
تُعـيدُ عِـشقاً غَـدا مِـن بَعـضِ زلّاتي
قاوَمـتُ نفـسيَ كَي تبـقى علـى ثِقَـةٍ
بِـاَنَّ قَلـبَـكِ قَـد يَـصغـي لـصَـيحاتي
فَـكُنـتِ عَـنّي كَـصَـمّـاءٍ أَحـاطَ بِـهـا
ســورٌ بَـنَـتـهُ لِأحـيـا وســطَ عِـلّاتـي
كُـفّـي عِـتابَـكِ كُـفّي عَـنْ مُراوَغَـتي
لـومي فـؤادَكِ كَـمْ أَدمـى جِـراحاتي
مازِلتُ أَبحَثُ عَن نَفسي وٌقدْ غَرَبَتْ
عَـنهـا الشُـموسُ وَغَـطَّتـها نِـداءاتي
أَعـيـشُ بؤسـاً وَجورُ الهَجرِ يَلسَعُني
وَتَـزتَـزيـدُ مـنَ النَـجـوى مُـعـانـاتـي
هَيا ارحَلي وَدَعي الأَرماحَ في بَدَني
فَـفـي صَليـبيَ شِـعـري وابتِـهـالاتـي
لافَــرقَ عِـنـدِيَ فَالأَحـياءُ أَحـسَـبُهُـمْ
عِـنـدَ التَـجـافي كَمَنْ عاشوا كَأَمواتِ
لَـو كـانَ مِـنـكِ وَفـاءٌ قَـدْ حَـلمـتُ بهِ
لَـفـاضَ مـنّي سَـمـاحٌ مِـثـلُ عـاداتي
ضاعَ الشُـعورُ بَعـيداً واكـتَوى بَدَني
لـكـنَّ عِــطـرَكِ باقٍ فـي مَـسـامـاتي
- الشاعر سرمد بني جميل – العراق