(( صيد الخـاطر )) :: بقــلم الشاعر د. محمد سعيد العتيق .

صيد الخاطر :

__________

لَوْ نَامَ فِكْرٌ بِصَمْتِ العَارِفِ النَّجِبِ
لَاسْوَدَّ ضَوْءٌ وَ غَابَ العِلْمُ بِالحُجُبِ

حَتَّى نَرَى العِلْمَ فِي الأشْيَاءِ مَفْسَدَةً
مَنْ ضَلَّ يَجْهَلُ وَ المَهْدِيُّ لَمْ يَعِبِ

أَنْهَارُ عِلْمِ الفَتَى ضَوءٌ ومِحْبَرَةٌ
و الخَيْرُ فِيْ الغَيْثِ و الإبْدَاعُ فِيْ الكُتُبِ

رَوْعَ الصَّنَائِعِ كَمْ خَطّتْ أوَائِلُنَا
مَا بَالُ قَومِيَ قَدْ أمْسَوا بِلَا أدَبِ ؟

حَتَّى غَدَوْنَا كَمَا المَلْهُوْفِ مِنْ غَرَقٍ
فَالشُّحُّ فِي مَطَرٍ وَ الأَرْضُ فِيْ جَدَبِ

حَارَتْ بِنَا فِكَرٌ فَالعَقْلُ مُسْتَتِرٌ
أَشْيَاعُ فِيْ العَتْمِ والأَلبَابُ لَمْ تَثُبِ

فَنُّ الحَدَاثَةِ نَهْلُ الشِّعْرِ مِنَ قِيَمٍ
لَا أَنْ تُحَطِّمَ صَرْحًا شِيْدَ مِنْ ذَهَبِ

إِنْ أَورَقَ السَّاقُ نُسْغُ الجَذْرِ مَنْهَلُهُ
هَلْ زَارِعُ الشَّوْكِ يَجْنِي سَلَّةَ العِنَبِ ؟

فِي السَّاحِ شِعْرٌ وَ مَنْثُورٌ كَفَاكِهَةٍ
خُذْ مَا رَغِبْتَ مِنَ الإِبْدَاعِ وَانْتَخِبِ

وَالسَّاحُ مُتَّسَعٌ لَا ضَيْقَ فِي أَدَبٍ
غَاضَ الكِرَامُ وَضَلَّتْ حِكْمَةُ الأَرِبِ

الفِكْرُ يَفْعَلُ مِثْلَ المَاءِ سَلْسَلِهِ
إِنْ تُسْكِنِ المَاءَ فِيْ الأَحْوَاضِ لَمْ يَطِبِ

ضَوْءُ المَجَرَّةِ وَضَّاحٌ لِذِيْ بَصَرٍ
كَيْفَ الوُصُولُ إِلَى العَليَا بِلَا سَبَبِ ؟

مَا أَتْعَسَ القَوْمَ فِيْ أعقَابِ نَكْبَتِهِمْ
يَا بِنْتَ يَعْرُبَ شُقِّيْ الجَيْبَ وَ انْتَحِبِي

وَمَا تَمَكَّنَ مَوْجُ البَحْرِ مِنْ سُفُنٍ
مَا دَامَ قِبْطَانُهَا المِغْوَارُ لَمْ يَغِبِ

فَكَيْفَ يَبْلُغُ بَحَّارٌ مَآرِبَهُ
مِنْ دُوْنِ رِيْحٍ، فَلَمْ يُبْحِرْ وَ لَمْ يَؤُبِ

المَجْدُ مُرْتَهَنٌ بِالصَّفِّ نَجْمَعَهُ
كَمْ فِيْ التَّشَرْذُمِ مِنْ بَلوَى وَمِنْ عَطَبِ

____________________
بقلمي أنا د . سعيد العتيق

 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً