- كلمات في مهب الريح…
القُدْسُ ضَاعَتْ وَالعُرُوبَةُ تَحْتَضِرْ
وَدَعَائِمُ الإِسْلامِ فِيْنَا تَنْكَسِرْ
وَشَهَامَةُ العَرَبِيّ أَمْسَتْ قِصَّةً
مَنْسِيَةً مثْل الهَشِيْمِ المُحْتَضِرْ
أقْضِي عَلَى جَارِي وَأهْدُمُ بَيْتَهُ
وَعَلَى عَدُوّي إِنْ بَدَا لِي أسْتَتِرْ
كَالمَوْجِ يَفْنِي بَعْضَهُ بِضَرَاوَةٍ
وَإذَا أَتَى نَحْوَ الشَوَاطِئِ يَنْحَسِرْ
عُذْراً صَلاح الدِّينِ إِنَّا أُمَّةً
أَمْسَتْ بُغَاثاً كَالجَرَادِ المُنْتَشِرْ
ضَعُفَتْ وَذَلَّتْ وَاسَتَكَانَتْ وَانْحَنَتْ
لِيَـهُودِ خَيْبَرَ يَوْمَ نَحْسٍ مُسْتَمِرْ
عَدَدٌ وَمَالٌ بَلْ وَمَجْدٌ شَامِخٌ
لَكِنَّنا كَغُثَاءِ سَيْلٍ مُنْهَمِرْ
لَوْ كَانَ فِيْنا هَيْبَةً وَكَرَامَةً
لَمْ يَسْتَطِعْ صَهْيُونُ فِيْنَا يَحْتَقِرْ
القُدْسُ وَالأقْصَى الشَرِيْفَ بِمحْنَةٍ
وَالقَوْمُ فَوْضَى فِي شَتَاتٍ مُسْتَعِرْ
القُدْسُ دَنَّسَهَا اليَهُودُ بِرِجْسِهِمْ
(وَتُرَمْبُ) يَشْرَبُ نَخْبَ طُهْرً قَدْ عُقِرْ
القُدْسُ تَصْرَخُ يَا رِجَالُ كَرَامَتِي؟؟
وَيْلِي عَلَيْكُمْ مَنْ لِطُهْرِي يَنْتَصِرْ؟
مُتَفَرِقُونَ ..بِفِتْنَةٍ.. وَمَذَلَّةٍ
وَالكُلُّ بَاتَ بِأَمْرِ غَرْبٍ يَأْتَمِرْ
قَدْ أَوْقَدُوا الأَحْقادَ فِيْمَا بَيْنَكُمْ
وَبِحجَّةِ الإِرْهَابِ هَاجَتْ تَسْتَعِرْ
يَا قَوْمُ هَيَّا قَدْ تَهَاوَى مَجْدُنَا
وَبَنُو النَّضِيرِ طَغَوا فَهَلْ مِنْ مُزْدَجِرْ
كُونُوا جَمِيْعاً وَانْفرُوا وَتَآلَفُوا
فَعَدُوّكُمْ يَصْطَادُ فِي المَاءِ العَكِرْ
أَوَلَمْ يَئِنْ نَصْحُو وَنَحْزمُ أَمْرَنَا؟
وَنُعُيْدُ مَجْداً لِلْعُرُوبةِ قَدْ دُثِرْ
فَالسَّيلُ يَجْرِي نَحْوَكُمْ بَرْكَانُهُ
لا تَأْمَنُوا غَدْرَ العَدَوّ المُسْتَتِرْ
هَذِي الأَسِيْرةُ قَدْ أَبَاحُوا طُهْرَهَا
اَوَمَا بِكُمْ رَجُلٌ يَهبُّ وَيَزْدَجِرْ
تَسْتَنْكِرونَ بصَرْخَةٍ هَزَلِيَّةٍ
وَعَزِيمَة فِيهَا الخَدِيْعَةُ تَسْتَتِرْ
وَعَلا الضَّجِيْجُ وَأُطْلِقَتْ قَنَوَاتُكُمْ
تَعْوي وَتَلْهَثُ وَالمَهَازِلُ تَسْتَمِرْ
ضَاعَ الرَّجَاءُ بِأُمَّةٍ مَأْفُونَةٍ
فَإِلى مَتَى وَعَلَى المَهَاَنِة نَصْطَبِرْ
رَبَّاهُ بَيْتُكَ فِي جِرَاحِهِ يَصْطَلِي
مَا لِي رَجَا إَلاَّ بِنَصْرِكَ فَانْتَصِرْ
- شعر : مصطفى طاهر