لتصطادَ بحرًا

” لِتَصْطَادَ بَحْرًا ”

يَاْ أُمَّنَا الأَرْضُ،هلْ عادَ الذيْ شَرَدَا
أَمْ أَنَّ حِضْنًا سماوِيًّا إليه عَدَا ؟!

أَمْ أنَّ ثلْجَ حنينٍ سالَ يَحرُسُهُ
حتَّى نَمَا وتدًا ؛ كَيْ يَحْرُسَ الْبلَدَا

قالت: بغابةِ جَدِّ الوقتِ مُحْتَشِدًا
بالإنتظارِ ، حنينًا جَفَّ أو فُقِدَا

مُنْذُ اتِّكَاءِ النوى في دربِ غُرْبَتِهِ
تَرَاهُ طَلَّا ، على الأزهارِ مُنْفَرِدَا

تراهُ عُشْبًا ، على أبوابِ بَلْدَتِهِ
وحارِسُ الليلِ للأبوابِ قد وَصَدَا

تراهُ حُلْمًا زجاجيًّا ، تُكَسِّرُهُ
حوريةُ البحرِ ، في أعماقِها رَقَدَا

تراهُ نبضَ”غِنَا” في قلبِ من وصلوا
وخارجَ السِّربِ يبقى للطيورِ صَدَى

فَكَمْ قطارٍ عدا مِنْ بينِ أَضْلُعِهِ
وكم سرابًا سيأتي كلَّمَا اتَّقَدَا ؟!

كَيْ يمْنَحَ الدفءَ للغاباتِ قاطبةً
أقامَ مأتمَ أشجارٍ ، نَعَىْ وَتَدَا

أَتَىْ يُسَانِدُ ” حطَّابًا ” فَعَطَّشَهُ
منْ أجلِ”لُقْمَةِ عَيْشٍ”أذْبَلَتْ عَضُدَا

يهيمُ بالصَّوْتِ حيثُ الشوقُ أَنْشَدَهُ
كَطَائِرٍ فَلَكِيٍّ -في القيودِ- شَدَا
يُطِلُّ بِالحُلْمِ مِنْ أَقْصَى مَحَبَّتِهِ
يُخَضِّرُ اليأسَ آمالًا وَ مُعْتَقَدَا

يفوحُ”بالهالِ” مِنْ مَقْهَى مَدِيْنَتِهِ
فِيْ نَظْرَةِ الوَدِّ أو”لِلْنَرْدِ”صَارَ يَدَا

يَمُرُّ طَيْفًا على أفكَارِ جَدَّتِهِ
تُطَرِّزُ الأمسَ أوقاتًا تَجِيءُ غَدَا

فيْهِ الحكايا كَمَاْ كانتْ مُرَصَّعَةً
بعودةِ النجمِ والأزهارِ و “الشُّهَدَا”

سيزرعُ الأرضَ “مِكْيالينِ” مِنْ عَسَلٍ
وَيَسْأَلُ النَّحْلَ عَنْ سِرِّ الذي اجْتَهَدَا

أَوْ يُرْجِعُ الصُّبْحَ مِنْ أَيْدِيْ “قرَاصِنَةٍ”
أَخْفُوا النهارَ وَ قَالُوْا : إِنَّهُ نَفِدَا

“بالطَّائِرَاتِ”غَزَوا”مَرجَانَ”سَيِّدَةٍ
إرْثُ الصبايا وَقُوْدٌ-بالجنودِ-حَدَا

تلكَ البريئةُ بِالْأَلْوَانِ قَدْ رَسَمَتْ
بيتًا وَطِفْلًا زَكِيًّا كَالنُّجُوْمِ بَدَا

بهَوْدَجِ النَّجمِ أَرْخَتْ مِنْ أَشِعَّتِهَا
عَلَى الظلامِ فَعَادَ الضوءُ مُتَّحِدَا

فَخَزَّنَ الدِّفْءَ في فُخَّارِ طِيْنَتِهِ
لِذَا يُلَوِّحُ – لِلْعُشَّاقِ – مُتَّقِدَا

مَا زالَ يَحْرُسُ تاجَ النَّخْلِ،مُهْتَدِيًا
بِزَيِّتِ جَدَّتِهِ -نحو العلا- صَعِدَا

لكنهُ البحرُ أَرْخَى بابَ حَيْرَتِهِ
وأسْدَلَ الخوفَ لَمْ يُظْهِرْ له الزَّبَدَا

يُفَتِّشُ الموجُ ، عَنْ أوراقِ رِحْلَتِهِ
يصيحُ:كيفَ جعلتَ الْحُلْمَ”مُسْتَنَدَا”؟!

فَطَارَدَتْهُ ” أَسَاْطِيْلٌ ” مُجَنَّحَةٌ
أَلْقَى “الشباكَ”، وَلَمْ يَعْبَأْ بهم أَبَدَا

يواجهُ العَصْفَ،وَ “المَوَّالُ” يَحْمِلُهُ
“لزورقِ”الرزقِ طافَ المِلْحُ مُبْتَعِدَا

شراعهُ الحبُّ ، مِنْ ألوانِ حِنْطَتِهِ
كقلبِ أُمٍّ ، – على أوْتَادِهِ – اسْتَنَدَا

تُهْدِيْ “البخورَ” إلى الأقدارِ أدعيةً
لِيَرْسُمَ البدرُ -بالفرشاةِ-نورَ هُدَى

قَدْ صَاحَ جَهْرًا كأنَّ الصوتَ مِئْذَنَةٌ
يا حادِيَ الموجِ أطفئْ لوعتي بَدَدَا

بِشَالِ أُمِّ الفلا أدركتُ قَافِلَتِي
تصطادُ بَحْرًا ؛ ليرعى الطفلَ إِذْ وُلِدَا

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …