مجلة أقلام عربية (بَعيدَةٌ أنتِ ) / للشاعر العراقي الكبير : عدنان الجميلي

بَعيدَةٌ أنتِ لاتَدْرينَ ما أرَقيْ

ولا اشْتياقي إلى عينيكِ أو قَلَقيْ

وما سواكِ بهذا اللٌيلِ يَشْغَلُنيْ

لا والذي خَلَقَ الإنْسانَ منْ عَلَقِ

لا أعْلَمُ الوَقْتَ ..إنّ الليلَ لَيسَ بهِ

إلا أنا وصِياحُ الديكِ في الأُفُقِ

رَسَمْتُ صُورَتكِ الحَسناءَ في قَلميْ

وقدْ قرَأتُ عليها سُورةَ الفَلَقِ

وكمْ وَددْتُ بِساطَ الريحِ طَوعَ يديْ

لَغِبْتُ فيكِ بهِ في لُجّةِ الغَسَقِ

وأينَ أنتِ..وفيما بيننا رَسَمَتْ

سُودُ الحوادِثِ آلافاً منَ الطُرُقِ

عِشْتار…لمْ تُخْبريها إنني كَلِفٌ

والروحُ في بُعْدِها في آخِرِ الرَمَقِ !!

نَخوتُ صَبْري وروحُ الليلِ تُخْبِرُني

ماذا سَيَفْعَلُ مقتولٌ لِمُحْتَرَقِ

فالشوقُ كالنارِ لو بالشَمسِ أسْكُبُهُ

لَظَلَّ يَنْدى جَبينُ الشَمسِ بالعَرَقِ

حاوَلْتُ أسْلو..وَأشْباحُ السُلوِّ هَوَتْ

فقدْ رَمَتْها شَواظُ الشَوقِ بالحَرَقِ

فأينَ أهْرُبُ كيْ أرْتاحَ سَيٌدتيْ

وقيدُ حُبٌكِ في كَفٌيْ وفي عُنُقيْ

قدْ قَدَّرَ اللهُ أنٌَ الحُسْنَ أجْمَعَهُ

مُلْكٌ لَدَيكِ وإنيْ بالغرامِ شَقيْ

فَلَمْ أَجِدْ عاشِقاً أوْدَى الغَرامُ بهِ

مِثليْ..ولامِثْلُها في الحُسْنِ والألَقِ

أبْلَيتِ كُلَّ دَواءٍ كُنتُ أعْهَدُهُ

بسِحْرِ عَينيكِ ..من داءِ الغَرامِ يَقيْ

فما اتٌزانيْ وَصَبْريْ يومَ إنْ عَصَفَتْ

ريحُ الحَنينِ سوى نِمْرينِ منْ وَرَقِ

أمُرُ منْ بابكِ المَهْجورِ ألْثِمُهُ

لكيْ أشمَّ بَقايا عِطْرِكِ العَبِقِ

الذَنبُ ذَنْبيْ..رَأيتُ البَحْرَ يَفْصِلُنَا

والحُسْنُ يُغْريْ وَما فَكّرْتُ بالغَرَقِ

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً