مجلة أقلام عربية ( رماد الدفاتر )للشاعر /عبد المجيد الفريج _سوريا
سمر الرميمة
22 مارس, 2017
مقالات
479 زيارة
رَمــَـــــــادُ الدَّفاتِـــــــــــرْ :
===============
لي ألفُ ذنْبٍ ضـاربِ الأطنابِ
نُسِبَتْ إليهِ مَعــــاقلُ الإرهابِ
ِِ
فتقبَّلي عتَبَ المُحبِّ وأنْصتِي
علَّ السَّلامَ يَعُمُّ بعدَ عــِــتابِ
أوَمَا سقتْنا أمنياتُ لقائِنا
خمرًا فجاءَ الدَّهُرُ محضَ سرابِ؟
هلْ كنتُ أسطيعُ اجتيازَ حواجزٍ
عجَّتْ مَنافذُ كلبِها بكلابِ؟
حُزني جوازٌ مُحتواهُ جريمةٌ
تدعو ذبابَ الأرضِ لاستجوابي
هلْ ظلَّ في ظهرِ البسيطةِ عاقِبٌ
إلَّا وأشَهرَ سيفَهُ لعقـــــــــابي؟
فأنا الذي شيَّعتُ نعشَ عروبتي
ورجِعتُ قبلَ الدَّفنِ للمِحرَابِ
وصنَعْتُ قبلَ العيدِ مِشنقةَ النَّضا-
-لِ وكنتُ أقبضُ خِلسةً أتعابي
وعصابةُ البُسطاءِ كنتُ إمامَهُمْ
علَّمتُهم ما الحقدُ كلَّ خِطابِ
أخبرتُهُمْ أنَّ العروبَةَ زُيِّفَتْ
جعَلتْ رؤوسَ الفِكرِ كالأذنابِ
وأنا الذي كرِهَ السَّلامَ وأشعلَ ال-
-أحقادَ حينَ مضى إلى “حَمُ رابي”
وشَكوتُهُ الكُفرَ الذي خلَّفتُهُ
مُسْتشرِفَ الأسماءِ والألقابِ
ما خضتُ آلافَ الحروبِ لكي أعُو-
-دَ مُخَنَّثًا أحيا بظلِّ حِرابي
أما النِّفاقِ فقدْ رأيتُ ظِلالَهُ
مستمسِكًا بحقيقةِ الأَعرابِ
وزرعتُ في كبِدِ الفُراتِ بنادِقًا
ورسمتُ فيهِمْ صورةَ الأحزابِ
لم أعترفْ بالعاهِراتِ وفضلهِنَّ
فَطُهرُهُنَّ ينيـــــرُ مثلَ شِهابِ
وعَرفْتُ أنَّ العَدلَ في أوطانِنَا
برعايةِ الأزلامِ والأنْصابِ
فدسَسْتُ زورَ الحُكمِ في أنخابِهِ
وشرِبتُ سمَّ الصَّدقِ مِنْ أنخابي
فإلى متى إزميلُ ساستِنا يُرى
بينَ الجذوعِ مُؤذِّنًا بخَرابِ
ليعيشَ دِفئًا مُستفيضًا ظهرُهُ
والبرْدُ ينهشُ في يدِ الحطَّابِ
وإلى متى أبواقُ كلِّ منابِرِ ال-
سُّفهاءِ تُعليْ أتفهَ الكُتَّابِ؟
زهرُ البراءةِ ما نَما في شُرفتي
هل يُستعادُ إذا جُننتُ صَوابي؟
همْ أحرقُوا بيتيْ وأحلامي الَّتي
بِدفاتري خبَّأتُها وكِتابِي
وحمائمٍ لمَّا تغادرْ بلدتِي
هلْ أرتضي لسمائِها بغُرابِ؟
أأُلامُ لو يومًا شُنقْتِ بموطني
لتَرفَّ رايةُ مجدِهِ بشبابي؟
وأنا الفُراتيُّ الجليلُ بسَيرِهِ
مهما كبَتْ في الحادِثاتِ رِكابي
وأنَا الفراتيُّ الذي إنْ جَفَّ سَهلٌ
للعروبةِ جئتُ فيضَ سَحابِي
في الرَّقةِ السَّمراءَ إرثي سُندُسُ
يَزهو ، وصفْوُ فراتِها أنْسابي
وأنا الدِّمشقيُّ الذي حضنَ انْتحا-
بَ الياسمين وشهقةَ اللبلابِ
والمَقدِسيُّ فَمَا بِآثاري سِوى
صوتِ الإلهِ يقيمُ بينَ قِبابي
فإنِ احترفْتُ الموتَ بينَ أحبَّتي
روحي سيُنعِشُها النَّدى بترابي
في المسجدِ الأمويِّ ظلِّي قائمٌ
ليثًا يُشتِّتُ صولَةَ الأغرابِ
والطَّيرُ سوفَ يرونَ مِنْ سجِّيلِها
وشمًا بوجهِ المارقِ الكذَّابِ
لو كنتِ أدْركتِ الشُّجونَ بمقلتي
لأتيتِني صفْحًا بلا أْسْبابِ
فوقَ الغيومِ الباكياتِ قصائدِي
يهطُلنَ أوجاعًا على الأحبَابِ
أنا لنْ أقولَ بأنِّ حُزنيَ مُتعِبٌ
إنْ لم تَشِبْ من حُزنِها أهدابي
نِعمَ الأمانيُّ الهوى في أمَّةٍ
لعَنتْ هديرَ الحبِّ في أعصَابي.
=====================
#عبد_المجيد_الفريج