((…سَمّ و جملٌ…))
أبكي على طللٍ، و يبكيني طللْ
أشكو السآمةَ مثلما أشكو المللْ
أروي حوادثَ منْ سنيٍّ قدْ مضتْ
و أحوكُ منْ حزني أفانينَ الوجلْ
و أصوغُ منْ حقبِ الزمانِ قصائداً
علّقتُ كلّ قصائدي أعلى زحلْ
و قرأتُ كلّ الشّعرِ حتّى خلتُني
في كلّ دهرٍ فيّ قد ضُربُ المثلْ
و أجوبُ في الطّرقاتِ أذكر أنّني
بطلٌ تحدّرَ منْ أساريرِ البطلْ
و سبرتُ أنواعَ الفنونِ و فكرَها
لكنّ فكرَ اليومِ يُنسي ما حصلْ
سأظلّ أذكرُ أنّ في بلدي أنا
تتفجرَ الأنهارَ منْ دمعِ المقلْ
يا موطناً ما عدتَ تصلحُ للألى
زعموا بأنّكَ كنتَ منْ أرقى الدّولْ
حرقتكَ نارُ الحربِ ضمنَ أتونِها
لا النّيل يطفئها و لا سيلُ الجبلْ
كانتْ بلاد الشّامِ مثلَ خليّةٍ
من نحلها نجني أطاييبَ العسلْ
و بها يهيمُ العشقُ وسْطَ خمائلٍ
حتّى يسطّرَ منْ قصائدِهِ الغزلْ
و تموجُ فيها بالنّسيمِ أصائلٌ
لتمرّ حيناً بينَ أصداءِ القبلْ
و الآنَ منْ عبقِ الحروبِ تكلّلتْ
غررُ الجبالِ بلونِها القاني حُللْ
يا قارئ التّاريخِ اكتبْ مجدَنا
بالدّمِ نكتبُ نصرَنا الدّامي أجلْ
قدرٌ علينا أنْ نحرّرَ أمّةً
منْ رجسِ طاغوتٍ تمثّلَ في هُبَلْ
يا أمّةً سكنتْ جوارحُها فلا
طبّ يفيد و قدْ أصيبتْ بالشّللْ
عللٌ تآختْ و السّقامُ أليفُها
كيفُ التّداوي بالسّقامِ و بالعللْ
خجلى منَ الأيّامِ حبلى بالأسى
و ستنجب الآثامَ ملأى بالخجلْ
دارتْ كما الدولابِ مسرعةً إلى
نفقٍ بحجمِ السّمّ لا يسعُ الجَمَلْ
هلْ ندفعُ الثّمنَ الجليلَ لنصرِنا
هلْ نرفعُ الرّاياتِ ما فوق الأسلْ