مجلة أقلام عربية ( وعدٌ على شفة الغياب ) للشاعر / محمد جهاد شيط

(وعدٌ عَلَى شَفَةِ الغِيابِ)

لا صَبرَ عِندي طَاااالَ طَالَ المَوعِدُ
زَادَ البعادُ وعُمرُنا يَتَبدَّدُ

عَشرٌ تَوَالتْ واللِّقاءُ مُعلَّقٌ
خُنَّا المَكانَ ولَمْ يَخُنَّا المَقعَدُ

وعَلَى الدَّوالي مَا تَزالُ وعُودُنا
وَعدٌ يَموتُ وآخَرٌ يَتجدَّدُ

مَا زَالَ يَنتَظرُ المَكانُ رُجُوعَنا
لَكنَّنا قَبلَ اللِّقَا نَتردَّدُ

أَوَتَذكُرينَ؟ حَبيبَتي، إذْ كُنتُ أعتَزِمُ
الرَّحِيلَ ودَمعَتي تَتمرَّدُ

وصَرَختِ في وَجهِ الغِيابِ…
وحَسرةٌ، كَانتْ عَلَى أحدَاقِنا تَتجسَّدُ

ومَضَيتُ وَحدي لا حُدودَ تَضُمُّني
يَغتالُني دَربٌ ولَيلٌ سَرمَدُ

يَجتازُ حُلمِي… يَستفِزُّ مَواجِعي
فَتَنامُ عَيني والفُؤَادُ مُسهَّدُ

وكَتبتُ مِنْ مَنفايَ ألفَ قَصِيدَةٍ
ظَلَّتْ عَلَى ذَاكَ الثَّرَى تَتَهجَّدُ

يَا أيُّها الحِبرُ المُسَالُ عَلَى المَدَى
مَهلاً، فَقَدْ غَصَّ اليَراعُ المُجهَدُ

أنا يا دِمَشقُ مُحاصَرٌ ومُقيَّدٌ
مَا حِيلَتي وأنا الحَبيبُ المُبعَدُ؟

هُمْ أبعَدُونا مُنذُ أنْ كَانَ الهَوى
في مَهدِهِ، قَمرَ السَّمَا يَتوسَّدُ

قَتلوا أمَانِينا البَريئَةَ في الغَدِ
الآتي، ومَا يَبقى إذا اغْتيلَ الغَدُ؟

هَيَّا اسكُبي الدَّمعاتِ لا تَتَردَّدي
لا تَخجَلي فَالدَّمعُ حِبرٌ أسوَدُ

لأخُطَّ مِنْ تِيكَ المَلامِحِ لَوحةً
شَرقيَّةً، قَدْ بَانَ فيها المَشهَدُ

سَيظَلُّ صَوتُ المُتعَبينَ بِحُلمِهمْ
رَجعاً على أسمَاعِهمْ يَتردَّدُ

وعَلَى الدَّفَاترِ لَنْ تَموتَ قَصَائِدي
فَالشِّعرُ إِنْ بَلغَ السَّماءَ يُخلَّدُ

/محمد جهاد شيط/

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …