يا حَادِيَ الرَّكْبِ أَمْسَى البَوحُ وَلْهَانَا
يُلاَمِسُ القلبَ بالأشواقِ هَيْمانَا
(وَادِي الأحبةِ) والذِكْرَى لنا عَلَمٌ
و الروحُ تنثرُ أشجاناً و تحنَانا
كُنَّا بِه وسُهُولُ الحُبِ تَجْمعُنا
والطيرُ يَصَْدَّحُ في العَلياءِ نَشوَانا
جَرَى الهَدِيرُ وكانَ الرَوضُ مُبتهجاً
والمُزنُ يعزفُ للعشاقِ ألحَانا
يا حاديَ الركبِ قد تاهَ الطريقُ بِنا
وكم أضعنا بغيرِ اللهِ مَرسانا
ها قد وَصَلنَا و مَا نَدري لنا وطناً
كيفَ انتَهينا وهذا الكوخُ آَوَانا
كَمْ قد بَلَغْنا مِنْ التعدادِ يا أمَلِي
مليارُ لاهٍ أضاعوا الدربَ عُميَانا
هذي الملايينُ والمليارُ عِدَّتُنَا
صِرّناَ غُثَاءً و نهجُ البَينِ أهوانا
نَأتي الخَطِيئَة َ في كِبرٍ بلا خَجَلٍ
ونَتْركُ الطُهْرَ في الظلماءِ وَسْنَانا
حتى غَضِبْنا لأطماعِ النفوسِ هوىً
بِعنَا التَلِيدَ و بَاتَ القلبُ حَيرَانا
أيْن َ اتْجهْتَ فلا شرقٌ يُسَامِرُنا
إِنْ جاء غَربُكَ عِشْتَ العُمْرَ سَرحَانا
لمْ يبقَ عزٌ ولا مجدٌ نُسَامرُه
قد ضَيَعوه وزَانُوا الأرضَ بهْتَانا