صدر، حديثاً، أول ملخص لباكورة فصول كتاب “مللتكم”، بعد أن وعد كاتبه قرّاءه بإصداره على مهل، ذلك أن محاربة علم مزيف ترسخت أسسه يحتاج وقتاً، خاصةً بعد أن سوّق له جهلةٌ ومنافقون ومتاجرون بالدين، وحقق من ورائه كثيرون أهدافاً خطيرة، واعترض عليه للأسف جهلةٌ وأغبياء مثلهم، الأمر الذي جعل الناس البسطاء يغرقون في بحر متلاطم قوامه الجهل والنفاق.
يقدم ملخص هذا الفصل، الذي يُعرض على قناة الكتاب اليوتوبية، لمحةً تاريخيةً غاية في الإيجاز عن تطور الكتابة العربية وأثرها في تطور البشرية الحضاري، وكيف ظنّ أعضاء ما يسمى مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية، في البدايات، أن الهمزة كانت تُكتب في المصاحف التي جمعها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأخذوا يعدّونها، ولما تبين لهم بعد سنوات أن الهمزة بصورتها الحالية، أضيفت إلى الرسم العثماني لاحقاً، ولم تكن أصيلةً فيه، قرّر أصحاب الفضيلة أن يواصلوا عدّها مستندين إلى ثلاثة مبررات متهافتة.
يُبين الملخص المدى الذي وصل إليه تحايل أصحاب الفضيلة في مركز نون، من حملة الدكتوراه والماجستير، ذلك أن المبررات التي قدموها لم تكن سوى مهزلة بما للكلمة من معنى، فقد استندوا في مبررهم الأول إلى التجرؤ على اجتزاء كلام الإمام الداني، أبرز علماء رسم المصاحف، على قاعدة “ولا تقربوا الصلاة” ليثبتوا أن الهمزة بصورتها الحالية كانت موجودة في مصحف عثمان، مع أن كتابه “المحكم في نقط المصاحف” جاء ليرشد القرّاء إلى موضعها!!، وفي تبريرهم الثاني تركوا كل ما ورد في كتاب الشيخ الزرقاني وتمسكوا بهامش طُبع خطأً وحُذف لاحقاً باعتراف الزرقاني، وفي تبريرهم الثالث سرقوا جهد غانم قدوري الحمد، ونسبوه لأنفسهم، وتجاهلوا تأكيده في كتابه “رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية” أن الهمزة بصورتها الحالية لم تمثل في الرسم العثماني، زاعمين أن الهمزة كانت تكتب في مصحف عبد الله بن مسعود، غافلين عن أن الإعجاز لو كان في مصحف ابن مسعود حقاً لكان ذلك مساساً بالعقيدة، إذ كيف يكون الإعجاز ضائعاً؟ ومتناسين أن تبريراتهم تعني هدم تاريخ كامل!
يكشف الفصل كيف أدى جهل أعضاء المركز بعلوم القرآن واللغة والتاريخ … إلى وقوعهم بأخطاء مضحكة أثناء تعاملهم مع الهمزة، ذلك أن الهمزة لم تكن لها صورة تميز بها كسائر الحروف في عهد عثمان، وكان يشار إليها أحياناً بصور مختلفة أو لا يشار إليها نهائياً، ما أوقع أصحاب الفضيلة في جملة من الأخطاء المتشعبة.
يعرض الفصل للقارئ كيف تجرأ أصحاب الفضيلة على وضع قواعد خاصة للعد تناسب إعجازهم، ومع ذلك تنصلوا من تلك القواعد بقواعد جديدة في كل مرة يجدون إعجازهم عالقاً أمام طريق مسدود، وكأن وضع القواعد لعبة!!
يؤكد الفصل أن أعضاء المركز أمضوا ثلاثة عقود وهم يزعمون أنهم يبحثون في أسرار القرآن الكريم العددية، مع أن السر الوحيد هو أنهم منافقون ومصلحيون ومتاجرون بالقرآن الكريم.
يُعد كتاب “مللتكم” أول كتاب يتتبع نشأة “الإعجاز العددي” والأجواء التي نما فيها، والأهداف الكامنة وراءه، والدعم منقطع النظير الذي قوبل به، كاشفاً عن أن خدعة الإعجاز العددي وما انبنى عليها من تنبؤات وتفسيرات تستند إلى جملة من الأخطاء التاريخية واللغوية والعلمية والدينية والمنطقية الفادحة، بحيث إن خطأ واحداً منها كاف لنسف الخدعة من جذورها، ومع ذلك قوبلت هذه الخدعة بالثناء والتسويق من جماعة الإخوان المسلمين، كونها جزءاً لا يتجزأ من خدعة أكبر قوامها التجارة بالدين خدمة لمصالح مافيوية لا تمت للإسلام بصلة.
مرفق رابط الملخصين: