موتان وجرح
………………
على ذمّةِ الشتاءِ
وقبلَ أنْ يذرفَني الغيمُ
ويغلِّفَني البردُ
بموتين وجُرح
أخبرَني
أنَّ لي في جبينِ أبي
وطنًا …
من مدائنَ وشوارعَ وجنائزَ
يُغمضُ أجفانَه على الملح..
وطنًا .. يُشْبهُني ؛
عيناهُ منْفيّتانِ في السّرابْ
يداه عاريتان إلا مِن
أحلامِهِ المبتورةْ
شفتاه تشربانِ الرّيانَ
من خطيئةِ التراب ..!!
وذاتَ نزف :
سمعتُ صرخَتَه الوجيعةَ
تختنقُ بالمدى
رأيتُه يلوذُ بجرحِه
خلفَ مراثي اليَمام
يبكي جارتَنا الثكلى
وشجَرةَ التوتِ المهجورة
ويتيمًا وقفَ ببابي
يقلِّمُ الأسئلةَ
في السنابلِ الخاوية
وقد مسَّهُ الجوعُ
على سَبِيلِ الأرغفَة ..!
رأيتُه يتخفّفُ على أصابعِ المجاز
يشيِّعُ الهزيمةَ في ناصيتي
ويلُفُّ فكرتَه في منديلٍ ،
ضاعَ دمعُه في جيبِ أبي ..
وطنًا .. ضلّتْ جنازتُه
الطريقَ إلى القبر !!
#_لأنّ_الأوطانَ_مهما_مُتْنا_وتوارَتْ_أجفانُنا_خلفَ_الثرى_فإنها_لاتموت_!!
آمال القاسم