مـرآة العمــر :: بقـلم الشاعــرد. عطا الله أبو زيّاد
سمر الرميمة
10 أبريل, 2015
شعر
639 زيارة
مرآة العُمر
شعر : عطاالله أبو زيّاد العيزريّ المقدسيّ
هـلاّ لماضــي الزمـان مُرتَجَـعُ = أم غيمُ صَيـفٍ يبــدو فينقشعُ
قــد صِـرْتُ أزْوَرُّ عـن تذكّـرِهِ = فكلمـا رُمْتُ ، مسّنــي الفَزع
أيـن شبــابٌ مضـى بنضــرته = وصـار عَصْـفاً ربيـعُه المَرِع
والعمـرُ مضمـارُ صبـوة وهـوىً = أغشـى سبـاقــاتِه فأنتـزع
أمـسِ علــى قربــه تجـاوَزَنا = ليـس له كي يعـودَ متّسَــع
فوُجهَــةُ الدَّهـــر للأمــام ولا = يلوي بــه للـوراء مُرتَجِـعُ
ماضيــه مستنبـــتٌ لحاضِـرهِ = هـما لآتي الأجيــال مزدرع
مـا نحــن إلا بــه مواصــلةٌ = ندفــع قِدْمـاً كمثل من دفعوا
أخــلدُ منّـا زيتـونــةٌ عمـرت = وقد تولّـت أعمـارُ من زرعوا
لا الديـن فيـما أفــاض أسعـفنا = ولا محـا شكَّنــا بـه الورع
لو كـان فيـه حبـلٌ لذي غــرق = نجــا به اللأوّلـون وانتفـعوا
تعلّــةً ظــلّ لــلأنام وقـــد = تفننــوا في الجـزاء وابتدعوا
فالمــوت آتٍ ولا تخــلِّصُــنا = كنائــسٌ تُبتنــى ولا بِيَــع
ومــا وجدنــا الســلوى بفلسفةٍ = رُغم التهــامٍ لكـلّ ما يقــع
نُخلِصُـها الجهــدَ مـن مُدارسَـةٍ = لتُكشَــفَ المحكماتُ والبـدع
لكنـها مثــلُ بــردةٍ هرئَــت = لكثـرة الُّلبـسِ كلُّــها رُقـع
يقــوّمُ المــرءُ جانبـــا فـإذا = بالجانب المستقيــم ينصـدع
خُلقـت عَفّــّاً كنخــلةٍ سمقــت = إلى سمـاء الكــرام أرتفـعُ
ولســت ممـن لرهبـةٍ سجـدوا = ولا لمــن عنده جَدىً ركـعوا
جمعــتُ كسباً مــن كـلّ مَعْلَمَةٍ = وليس ما أغلبُ الورى جمـعوا
سعيــت في عالـم الجمال مـدى = عمري وغيري إلى الثراء سعوا
لاقيـت مـن كـل مــلّةٍ نفــراً = والناسُ في جُـلّ أمرهـم شيع
لـم أتّبـــع داعيـــاً لشِرعـته = فصاحــبُ الرأي ليـس يَتّبِع
فلــيْ ضمــيرٌ حـيٌّ بفطــرته = وقلـبُ حُـبٍّ للنــاس يتسّعُ
والخُلـْفُ في الخلـق مـن طبائعهم = فالليثُ فيهمْ ، وفيهـمُ الضَّـبُعُ
أُخْلِـــصُ بالـودِّ مــن أصادقُهم = لهم شغـــافُ الفـؤاد مُرتَبَع
همـو معـي أين كـــان مرتَحلي = شمــوسُ أنسٍ بعالمي سطعوا
رفـــاقُ عمـرٍ بهــــم أزيّنه = أُسمِعُـهم قَولتــي ، وأستمـعُ
أطلبــهم جاهـداً إذا ابتعـــدوا = خشيةَ حبــلِ الــودادِ ينقطع
تشبّعـوا بالرّفيــع مــن خُــلُقٍ = ومــن فرات الفنون قـد نبعوا